الصفحات

22‏/09‏/2013

عن طارق ..


 طارق .. انا عمرى ما عرفت طارق .. ولا حتى أعرف شكل طارق .. بس مؤكد أنى حسيت بروح طارق
قابلت طارق مرة فى تدوينة ... مش هو شخصياً .. لكن تدوينة بتكلم عنه .. عن روحه
تدوينة كتبتها حبيبة طارق .. بتفتكره فيها .. لأنه مات من 8 سنيين
 أول مرة تدوينة تأثر فيا لدرجة أنى أنوى من يوميها أنى أكتب عن طارق ..
لدرجة أنى دمعت فى أخرها .. دمعت على طارق ..
من ساعتها كل ما أفتكره بقول "الله يرحمك يا طارق"

التدوينة دى أهداء لـ روح طارق ...
 لو فى يوم صاحبة التدوينة الأصلية وافقت أنى أنشر لينك التدوينة الأصلية ... هنشره ..

"تحديث": التدوينة الأصلية .. Ode to tarek






 "أنا كنت عاشق زي كتير ..
 فقير وبيكي هبقى أمير .."

إنتا كنت حلو أوى يا طارق، مش بقصد خلقتك يعنى .. 
بلاش تتقمص، ومتفهمنيش غلط ومتكشرش بس إستنى ياعم متبقيش حمئي كده ..
أقصد ان مش خلقتك بس ... لا وكمان روحك :)
 أنا مشفتكش بقالى زمان 8 سنيين تقريباً، بس ملامحك دى محفورة جوايا..
ماتهتش وسط الوشوش صدقنى .. بحس إنك واحشانى أوى
بص يا طارق ..
مفيش حاجة سهلة فى الدنيا زى كتابة الذكريات ..
أى حد فى الدنيا يعرف يكتب ذكريات وذكريات حلوة كمان ..
بمنتهى السهولة يقدر يخليك تضحك تبتسم جسمك يقشعر ولو واحد محترف كتابة ممكن يخلى عينيك تدمع ..
الذكريات وتر حساس جداً فى حياتنا، أى حركة بسيطة ليه كفيلة بإثارتنا عاطفياً ..
يمكن علشان كده مش عايزة أتكلم عن أى ذكريات مشتركة مابينا ..
بحاول أكون هادية عاطفياً الأيام دى، بمعنى أكثر صراحة باردة عاطفياً ..
مش عايز أى نوع من أنواع الأثارة العاطفية ..
مهما كانت ذكريات قليلة أفضل إنها تبقى مابينا ..
بس الذكرى دى مقدرش أمنع نفسى عن كتابتها ..
يمكن علشان أقربهم لقلبى، يمكن علشان كل مبفتكرها بضحك، وساعات بعيط..



"رسمت قصرك في خيالي ..
 فضلت أحاصرك بآمالي.."


أنا : أنا إمبارح ماما زعقتلى بسببك ..
طارق: أنا ليه كده ..
أنا : علشان إنتا قولتلى إنك بتطير كل يوم بليل الساعة تلاتة، صح مش إنتا قولتى كده 

طارق: اه صح
أنا : طيب ماشى أنا فضلت صاحية إمبارح بليل لحد الساعة تلاتة ودخلت البلكونة وفضلت مستنياك إنك تطير بس إنتا ما طيرتش ولا حاجة وماما دخلت لقتنى قاعدة سقعانة فى البلكونة وزعقتلى وقالتلى إنتى كده حيجيلك برد، بس أنا مارضتش أفتن عليك على فكرة
طارق : بس أنا طرت إمبارح والله ..
أنا : بجد والله طب طيرت روحت فين ..
طارق: فاكرة لما فضلت أقولك ان حصان البحر مش كائن خيالي بعد ما اصطدناه عشان تبطلى عياط ؟!
أنا : اه فاكرة ..

طارق: بعد ما روحنا فضلت أطير وأقطفلك فى ورد علشان عارف أنك بتحبى الورد رغم انك بتقعدى تزعقيلى أن الورد هيموت ... بس انا عارف انك بتحبى الورد :) .. يوميها فضلت أطير لحد ما تعبت روحت طرت تانى و رجعت بيتنا، إنتى مشوفتنيش إزاى؟! 
أنا : إنتا بتكدب والله، محدش أصلاً بيعرف يطير هه، وكمان الورد مش بيبقى موجود بلليل، إزاى بقى قطفته ؟؟ ..
طارق بزعل : خلاص لو مش عايزة تصدقينى متصدقينيش،  بس لعلمك أنا مش كداب ومتجيش تقعدى عند الكشك بقى مع واحد كداب تانى يا ريت ..
أنا : خلاص يا طارق مصدقك :)) .. يا بتاع الياسمين، مين ينده لك مين؟ واحنا معانا الفل :)



 "لحد م أنتي يا حلم بعيد..
لقيتي حالك من حالي.."

 
ساعات وتحت تأثير النفسية المضطربة ..

أقعد أقول أنك كنت شخصية وهمية لا أساس لها من الصحة..
فـ أروح لأمى وأقعد أكلمها فى أى حاجة 
وفى النص أقوم أسئلها "فاكرة طارق ولا نسيتيه يا ماما؟!" ..
ترد وتقولى "كان على بالى والله أمبارح وقعدت أدعيله ... الله يرحمه"


"مشيت وإيدك في ايديا..
مش يوم لا لا لأ مية.."
"حضنت صورتك في عينيا..
حب وحنية"


حاول تعرف معايا يا طارق معنى كلمة حزن ..
أنا شخصية لا تجيد التعبير عن مشاعرها خاصة الحزن ..
عادةً أنا لا أضحك فقط أبتسم، أو أضحك مجاملة، ضحكى النقى بقى نادر جداً ..

الحزن يا طارق ممكن يكون صداع هو ده اللى ممكن أقوله ..
تعرف ..
ف يوم رجعت بيتنا مصدعة .. مددت على سريرى وأفتكرتك

أفتكرت  اول يوم اتقابلنا في ابتدائي ومحدش رضي يقعدني وانت وسعت لي مكان جمبك وقعدتنى :)
فضلت أضحك يوميها ..  :))


"ولما كنت أعطش وأضيع..
كنت أترمي في أجمل تقاطيع.."
"ألاقي فيهم كنز كبير..
م أنا عاشق زي كتير"



عملت كوباية شاى ودخلت البلكونة...

لقيتك واقف قدامى ساند على السور وبتبص على الشارع ..
كنت عارفة إنك من وحى خيالى ..

بس أنا عمرى ماصدقت خيالى أد الساعة دى ..
ماكونتش ساعتها لابس أبيض فى أبيض ووشك بيشع بنور ملائكى ..
أنا خيالى مش ساذج أوى كده ..
كنتى عادي جداً وجميل جداً ..
مكونتش بتكلم ساعتها كنت عمال أبصلك وأنا فرحانة ..

كنت عايز أقولك كل حاجة وأى حاجة .. 
كنت هقولك تعالى نلعب مع الضفادع  اللي في الجنينة اللي ف ضهر المدرسة ..
كنت هقولك تعالى نروح المول نجري ورا بعض زى زمان ..
كنت هقولك تعالى ناكل جيلاتي ع البحر والدنيا بتشتي ..


"إحساسي قالي إني أستاهلك..
فكرت تبقيلي حلالي.."
"جريت عليكي أندهلك..
وحصاني ناطط في العالي"


أنا: سيبك من لعب العيال دا :)) .. أنا من 8 سنيين وانا نفسى أقولك حاجة مهمة
طارق: أيه يا ترى الحاجة المهمة دى :))
أنا: إنت ليه مطلعتش شبه توم كروز يا طارق ؟!
 طارق: خلقة ربنا :)
أنا: أو حتى براد بيت :)
طارق: مممممممممممممم
أنا: ساكت ليه ؟؟!
طارق: يعنى أنا لو شبه واحد فيهم كنت هبصلك ليه؟!
أنا: نعم ؟؟ ... بتقول أيه ؟؟!
طارق: قصدى يعنى أن أكيد مافيش واحد فيهم كان هيحبك أدى :))


 "اكمني عاشق على قدي..
والحب والهوى راسمالي..
"رجعت.. ايدك يا حبيبتي مش في ايديا"


 
طارق: على فكرة أنا عارف إنتى بتفكرى فى أيه
أنا : بجد،  طب أنا بفكر فى أيه
طارق : بتفكرى  إن الساعة قربت على تلاتة، و إنك مستنية تشوفينى وأنا بطير علشان تعرف إذا كنت بكدب عليكى ولا لأ
أنا : بس أنا كنت مصدقاك يا طارق
طارق: عارف إنك مصدقانى، أنا نفسى كنت مصدق إنى بطير بليل علشان كده ماما كانت بتصمم إنها تنام جنبى بليل علشان معملش أى حركة مجنونة ,بس إنت عارفة أنا حطير النهاردة علشان خاطرك بس .. انا خطير وبطير :)
يرفع رجله ويقف ع السور
طارق يبصلى ويضحك : علشان تفضلى مقتنعة بس إنى مكونتش بكدب.
أنا : مصدقاك والله يا طارق والله مصدقاك، خليكى بس قاعد معايا شوية، أنا مش عايزة أشوفك وإنت بتطير والله، أنا عايزك بس تقعد معايا ولو لخمس دقايق بس علشان خاطرى ..
يلتفت إلى : خلى بالك من نفسك :)
يقفز فى الهواء،  يفرد ذراعيه ثم يطير، أراقب إبتعاده وللأول مرة أشعر بكم سأفتقده ..



"قضيت سنين مالهاش معنى..
مانستش ولا ليلة موضوعنا..
"مانكرش عقدني شوية.. وأثر فيا"




21‏/09‏/2013

عن رسالة ..


هذه كلمات صديقة مغربية كانت قد أرسلت لـ والدها تلك الرسالة على صفحتها الخاصة بـ الفيس بوك ..


"اضيع. أوّل كلمة تتفتّقُ في تمزُّق كوراليِِّ بكلِّ تصريفاتها و مشتقّاتها٬من شرنقة الرُّوح٬حين تغيب. غيابك يلغيني٬ينفيني في خيمة لاجئين بأرض بها وهج السراب٬قُروح الخراب٬و دودٌ مجذوب٬سكران٬لا يصحو٠

الصّحو في قاموسي يخْبو و يُهْمل الإيقاع علو وشم السيقان فلا يعود. الصحو في غيابك يكون حالة سُكر مُبارك٬كسُكر العاشقين و الأنبياء... تغيب عنِّي و أغيب فيك٬منك و لك...غيابا مقدّسا تتنفّسُ له رئة واحدة و ينشد فيه الصمت تعاويذ الإهمال و لغة القساوسة٬فيختنق السُّعال في مساحة السؤال.

صحيح أنني قبلك كنت ضائعة٬بوهيميّة٬تكتحل برماد خيباتها قبيل مطلع الفجر..كنت أسافر كرسالة بلا عنوان٬بل طابع بريدي٬من مدينة الى أخرى٬فيضجر ساعي البريد و يدفنني بيد واحدة دون أصابع٬بين سنابل ضاع لونها٬ريحها٬و حلمها تحت سماء من رخام قوطيّ مجدول.

صحيح أنني كنت أشرب ضياعي في فنجان زهريّ اللون٬ لكنه مكسور٬يظلُّ دوما مُغبرًّا٬شريدا٬ساخطا٬مهما سكبْتُ من دمْعي و دمي لأنظفه٬أو على الأقل لأُبْعد عنه رائحة المقابر المختنقة بمنِيّ الغول و المغول.

صحيح أنني قبلك كنت ضائعة في أحياء الذاكرة٬كنت جثّة ملغومة بخيوط العنكبوت و رصاصات فارغة٬تمنّيت أن أصيب بها يوما أبي و كا الذين لعنْتُهم أمام المساجد٬أمام الصليب و أمام عظام الكلس و العلامات المُفتضَّة عُذريّتها...

صحيح أنني ضعت قبلك في عيون الغابرين٬في حقائب المسافرين٬في مخاض الفصول٬في جثث المعتوهين و أحلام النّكّاحين المُشوّهة...كنت أضيع و أضيع و أضيع حتى استهويتُ لعبة السبح ضِدّ التيار٬حتى استحْليْتُ مضاجعة الضيـاع.
فأصبحتُ أُبارك ضياعي و أقدِّمُ له دموعي٬أشلائي و انكساراتي قُربانا كل يوم و كل ليلة.
لكن ليس بعد الآن أيها الغريب الحبيب الآتي من اللاّأين و اللامكان...
أتعرف أن من هي مثلي ليس لها ما تفقد٬ليس لها من تفْتقد٬ليس لها دمية ولا سكاكر ولا نوطات محتلمة٬تضيع بدون تردد ولا خوف لأن لضياعها حصيلة خالية من أية خسائر٬ما عدا بعض الجروح الطفيفة المتطايرة٬كزبد البحر٬كرُفات اللّقالق٬كبخور الضّريح.

حين تغيب يا سيدي٬ تغيب المواسم٬و تغيب اللغات و الرُّموز٬تغيب الشعائر و الصلوات،تغيب أحذية النّشّالين و محافظ المتسوّلين٬و تغيب الرُّموش عن عيون العذارى و العاهرات.
حين تغيب تفرّ الزَّوارق٬تعمى البحار التي في الصُّدور و تتشكّل الحُمّى عناقيدَ دم مرجاني وحشيّ يحرق عُرِيّـي.

حين تغيب أضيع و لكن هذه المرّة يزداد همّ البحث عنك،تقفّي آثارك في قلبي و على جسدي٬أضيع و أنا أتجرّع مرارة الشوق و لوعة الغياب... فتحْـتمي رغبات مجنونة بداخلي..أن أقص شعري٬أن أستحمّ بألوان مائيّة و أنا أفترش جرائد البارحة و أشرب نبيذا قُـطبيّا في رضّـاعة طفل مُـعاق يُـحْتضر.
أن أبكي دون توقّف تحت شجرة التِّـين أو الزيتون..حتى تتورّم الثمار و يُـقْرنَ اسمها باسمي في الفرقان.

لأن دموعي لأجلك حبيبي طاهرة٬بريئة٬تصلّـي للرّبّ في انهيارها و يصلي لها الرب في احتباسها... عيوني مسجد دموع تعْشقُـك أنت..و لم تُـشْرك بك يوما أحدا.

حين تغيب يا حبيبي٬ تسْقُط جُـبّةُ الدّراويـش، تحترق سُـبْحة الصُّوفـيّ٬تتورّمُ نُـهود المومس، و تُصاب الضفادع و النوارس بِـحُـمّى الشُّـذوذ..حين تغيب أضيع..

 
إهداء الى صديقي و قارئ أفكاري و كلماتي .. "

كافكا .. والمسخ



"يستيقظ جريجور سامسا ذات صباح بعد احلام مزعجة ليجد نفسه قد تحول إلى حشرة هائلة الحجم" .. #كافكا - "المسخ"

أتخيل فرانز كافكا وهو جالس خلف مكتبه بذلك الجسد النحيل الذى يذكرك دوماً بأجساد اليهود بـ معسكر "أوشفيتز"، يفكر فى كتابة تمهيد لكيفية تحول جريجور سامسا لـ حشرة وعندما يضنيه التفكير يقرر ان يكتب مباشرة هذه الجملة ليبدأ بها الرواية .. مقدمة تخبرك ان بطل الرواية قد تحول لـ حشرة بكل بساطة، مقدمة اعتبرها الروائي الكولومبي "جابرييل جارسيا ماركيز" أعظم أفتتاحية يمكن تصورها لرواية، وبفضلها قرر "ماركيز" أن يصبح روائياً

ذلك الفتى الذى أضاع خمس سنوات من عمره يستيقظ مبكراً كل صباح، متنقلاً بين القاطرات والسفر لـ المدن البعيدة ومشقة البقاء خارج المنزل لـ أيام ليعول أسرته بعد ان بارت تجارة والده منذ خمس سنوات وأكتفى الأب بالجلوس فى المنزل وأصبح جريجور هو الذى يتولى كل شئون الاسرة بمفرده، لم يمتعض جريجور يوماً بل كان يعطى ويهب أسرته كل ما يأتيه من نقود عن طيب خاطر، وكم كانت احلامه كبيرة ليست لنفسه بل لـ أسرته خصوصاً شقيقته عازفة الكمان، تلك الفتاة الجميلة التى تبلغ الـ 17 عاماً التى أحبها جريجور حباً عظيماً لدرجة أنه كان يدخر لها مبلغاً من المال كى تدخل معهد الكونسرفتوار لتكمل تعليمها، كما كان يتمنى أن يحرر والده من ثقل الدين الذي عليه.

عندما أستيقظ جريجور صباحاً ورأى نفسه قد تحول لـ حشرة لم يفكر فى نفسه ولكن فكر فى كيف يختلق عذر للتخلف عن العمل والسفر اليوم، لم يفكر فى جسد الحشرة الملقى على سريره وكيف تحول لذلك المسخ .. فقط فكر فى أجازة عن العمل حتى يعود لطبيعته .. العمل الذي يعيله ويعيل أسرته ويجعلها تعيش الحياة بشكلٍ مريح .. ولكن عندما رأته أسرته كانت ردة فعل أبيه وامه وأخته أنهم تناسوا أن هذا المسخ كان إنساناً .. وبدءاً من اليوم يتم معاملته كحشرة بتقزز وإزدراء، فيما عدا أخته التي بقي في قلبها قليل من حب وذكرى لأخيها فكانت تحرص على إطعامه، ولكن ما بقى فى قلبها من حب ينتهى فى النهاية لتكون هى أول من يفكر فى التخلص منه .. التخلص من أخيها .. او الحشرة التى فى يوماً كانت أخيها.

يحاول جريجور التشيث بـ أدميته وهو مقتنع أنه ذات يوم سيعود كما كان ولكن تشبث الحشرة جريجور بإنسانيته يدفع العائلة للإنزعاج والعنف ضده، مجرد حشرة كانت فى يوم فرد من أسرتهم هى الآن محبوسة فى الغرفة المجاورة لهم، أبيه الذى ظل خمس سنوات جاس فى المنزل بعد بوار تجارته كان قادر ع العمل وإنه كان يدعى العجز حتى يجعل جريجور هو الذى يتولى كل شئون الاسرة بمفرده لم يتذكر أبيه كل ذلك ولكن بدأ فى إيذائه جسدياً بعد تحوله .. أمه واخته يبدأوا بـ طمس وجوده خطوة بخطوة بدء من قرار الاخت إخلاء غرفته من كل الاثاث بحجة عدم حاجته لها، وعدم الاهتمام بشئونه ع الاطلاق، والاكتفاء بتقديم طعام قذر له دون تحمل مشقة معرفة هل هذا الطعام يناسبه ام لا فهو فى النهاية مجرد حشرة ..

فى النهاية ينقطع جريجور عن الطعام ويظل مختبئاً تحت الأريكة طوال الليل والنهار .. وذات يوم عندما يسمع عزف اخته على الكمان يجر أرجله الواهنة رغم جراحه الملتهبة لـ يراها وهى تعزف، كم كان يتمنى أن يذهب تحت أقدامها ليؤكد لها أن روحه البريئة المليئة بالمشاعر الطيبة مازالت موجودة وانه يحبها، وما أن يروه حتى تصرخ أخته ويغمى على وادته ويريد أبوه البطش به، وحين يدخل غرفته يسمع اخته وهى تصيح أنه يجب التخلص منه يجب أن يموت، أنه لم يعد جريجورى أنه حشره لم تعد بينهم وبينه أى صلة .. ورغم أنه سمع كلام أسرته فى وجوب التخلص منه كان جريجورى يفكر بأسرته برقة وحب وكيف له أن يساعدهم .. يظل جريجور تلك الليلة مستيقظاً حتى الصباح .. وعند أول شعاع ضوء يصله من العالم الخارجى تتهاوى رأسه وتخفت أخر أنفاسه .. ليموت حزناً، فـ حبه الشديد لهم منعه من تحمل أن يحيا كائناً غير مرغوب فيه وسط عائلته.

تلك الرواية "90 صفحة" ستصيبك بالحزن والآكتئاب ... وكـ لعنة الفراعنة ستصيبك لعنة كافكا بالأكتئاب والحزن، وربما تسقط دموعك .. روحه الحزينة تتجلى فى كتاباته لدرجة أنها تنقل أليك أحزانه وكئابته مهما طالت السنيين.
 
 
 

20‏/09‏/2013

فصوص الحكمة ..



أول كلامى ..
قمت الصبح مش فاكر .. عنك إشارة

كنت بفتكرك بأيه ؟
أه ... بأبتسامتك
دايما بتنزل عليا .. برد وسلام :)


شخابيط ..
عمال أكتب وأشطب ... اكتب وأشطب .. بحاول ألاقى سبب للكتابة عنك .. مش لاقى
مش هينفع أقنع نفسى أنى بكتبلك لسبب ما ..
أنا بكتب عنك مش علشان مريتى بـ خيالى
أنا بكتب عنك علشان إنتى أجمل من خيالى :)



أن تكون أنت ..
أن يكون الجمال بلا غرور..
الطيبة بلا سذاجة..
الذكاء بلا شر..
العقل بلا مادية..
الاقتحام بلا ملل..
النقاء بلا ثـقـل دم..
الاجتماعية بلا تدني
..
العتاب بلا فـجر.. أن تكون أنتِ




لأنى عرفت الله ..
وعندما رأيتك .. عرفت الله
فكنت ممن علموا ففهموا .. وذاقوا فشهدوا



هكذا تكلم بن عربى  ..

وإذ انتى ترتقي من عالم الأجسام إلى البعد الخيالي .. وعالم المعانى
فتتحول تلك الفتاة السمراء .. الشاردة ..
تتحول إلى تجسيد عيني للـ"أنثى الأزلية" ..
وتصبح فى نظرى صورة متجلية للـحكمة الخالدة



هكذا تكلم الحلاج ..
أنتى فى نظرى نقطة .. لا تنزعجى :)
فهم يقولون أن النقطة
أصل كل خط ..
والخط كله نقط مجتمعة ..
فلا غنى للخط عن النقطة .. ولا للنقطة عن الخط ..
وكل خط مستقيم أو منحرف فهو متحرك عن النقطة بعينها..
وكل ما يقع عليه بصر أحد فهو نقطة بين نقطتين ..
لذلك لا تمتعضى عندما أقول لك:
ما رأيت شيئاً إلاّ ورأيتك فيه ..


هذا أنا ..
"تعثرت بضوئك .. فـ عثرت على ظلي"


رضى الله عنك ..
وكلما ذكرتك ..
أقول: رضى الله عن أهل المحبة ..
وعن من مال ميلهم ..
وعن من نحا نحوهم ..
وعن من وطأت قدمه موضع أقدامهم ..


عن العمر ..
فأذا ذهبت الأيام ..
فقولى لها أذهبى ولا خوف ..
ولتبق أنت يامن ليس له مثيل فى الطهر ..
لتبقى فى قلبى ..
نغمة لا تخبو .. وشمعة لا تطفو




عن الموت ..
يوم نموت ..
سيمحوا النسيم الرقيق آثار أقدامنا على الرمال ..

بعدما يفنى النسيم ..
ترى من يخبر الآبدية أننا مشينا ها هنا مرة فى فجر الزمان ؟ ..
"أغنية حقيقية من أغانى قبائل البوشمان"
 


حديث الروح ..
لقد كنت دوماً أتمنى ..
أن أكون أحد قاطني تلك الشقق التى تطل نوافذهاعلى
نافورة تاريخية
يمكن للعشاق رمي قطع نقدية خفيفة فيها كتميمة وسلوان حظ ..
بدون مواربة .. أنا أسكن هناك الآن ..
تسكن هناك روحى بعدما عرفتك ..


عن مكالمة ..
أتذكر حينما هاتفتك .. وعندما بدأتى بـ "ألو"
باغتك بـ "مساء الخير يا ملاكى" .. ليأتى الرد:
"أنا لست هى .. أنا صديقتها .. وهى نائمة"
فقلت هامساً خوفاً من أن تستيقظى:
"أنا آسف .. أنا آسف .. سأتصل بها لاحقاً .. آنا أسف .. مع السلامة"
رويداً رويداً ... تذكرت هذا الموقف مع كافكا الحزين .. 
عندما زار منزل صديقه "ماكس" فوجد والده نائما في غرفة الاستقبال ..
فـ خرج بحذر على أطراف أصابعه وهمس مغادرا: "أرجوك اعتبرني حلما"
هكذا كنت اود أن أقولها مودعاً: "أرجوكى أعتبرينى حلماً"



موسيقى ..
يوماً ما سأعزف لك الموسيقى تحت زخات المطر ..
الموسيقى تحت زخات المطر إلتحام بالمتعالي ..
 نشوة صوفي .. صبابة عاشقين .. صلاة نبي مخذول ...
الموسيقى تحت زخات المطر غفران و إرتقاء
..

كلام ..
أننى أتكلم برداءة ..
بل الرداءة  تتكلم بدلاً منى ..
لم يعلمنى أحد الكلام .. ولكنى تعلمت وحدى الكتابة ..
ورغم ذلك أنا مجبراً على الكلام ..
أننى أكفر عن كلامى طوال يومى..
بكتاباتى إليكى .. آخر الليل ..


 عنك أنت ..
كعود الخيزران .. أنت تنحني دون أن تنكسر
كقطعة اسفنج .. أنت تتلقى الضربات .. دون أن تفقد الشكل
 



 الحقيقة ..
نور الحقيقة مُحرق ونحن لسنا فراشات تعشقُ النور المميت ..
أرأيتى .. لبلوغ اليقين لابد من الموت
والموت في بعض المعاجم مرادف للكفر أحياناً ..
وأنا أعشق الحياة أكثر .. أكثر من الموت
فترانى أحاول الجمع بين النقيضين لأرضي غرورى ..
وأنسى بأنى لا أعرف شيئاً ..
لا أعرف شيئاً لا عن الحقيقة ولا عن الحياة .. ولا عن الموت
لذلك أخطب في الجماهير كالعارفين ..

 


الروح ..
الروح خفيفة ما بالها لا تطير إذن ..
الروح مغلولة بـ تخمة الطعام .. 
مقيدة بـ متداول القول .. والطقوس الدينية
ومن أجل أن تطير .. يجب عليها ان تتامل ذاتها فى ذاتها
لتحترق ليكون النور الذى لا يضىء لغيرها
أن تصير هى جبريلها ووحيها ..
ولكن أحذر من أن يرجمك .. محتكرى الحقيقة










"وصلت بابك وأنا شابك أحلام في عيوني ..
ولسة هبدأ في كلامي .. لقبت حراس منعوني"



 

05‏/09‏/2013

الناس فى بلدنا


- الناس في بلدنا طيبين
- لأ .. الناس فقرا
والفقر مش طيبة وإلا مكنش الرسول أستعاذ منه

- الناس في بلدنا مساكين
- لأ .. بيتمسكنوا .. لحد ما يتمكنوا
اللي بتقول عليه مسكين انت شفته خارج نطاق نفوذه .. تعالى شوفه لما يقدر ويستقوى

- الناس في بلدنا ناصحة وميضحكش عليها
- الضاحك و المضحوك عليه من بلدكوا .. سبب الضِحك بس اللي لسه مش معروف

- الناس في بلدنا بيحبوا بلدهم
- دا صحيح ... بس لما بيسافروا برا

- الناس في بلدنا بيحبوا بعض
- وهم بعيد ،  وفي العيد ، وعند الضرورة

- الناس في بلدنا .. متدينين بالفطرة
- كل مولود يولد على الفطرة ، والباقي على ابوه وامه
والناس في بلدنا ولاد الحكومة ويابخت من كانت الحكومة ابوه وامه !!