الصفحات

26‏/06‏/2011

بوكس فى وشها ....... ولا بوسة فى خدها



خرجت المرأة من السيارة وهى فى شدة الأنفعال وبصقت على الرجل الذى كان بداخلها بصقة محترمة ..
وقالت فى غل : أنتا مش راجل ؟؟!!
فخرج الرجل من السيارة هائجا وهو يصرخ .. انا مش راجل يا عفاف ... طيب انا بأة هوريكى انا راجل ولا لأ ؟
وامسك بها من ذراعها فناولته ضربة على رأسه بشنطتها .... هنا ثارت ثائرته وجذبها من شعرها ..
فى الشارع امام الناس كلها .... وجرجرها وانهال عليها ضربا ... حاولت عفاف ان تتخلص منه بكل قوتها 
ورفسته اسفل بطنه ... ولكنه عاد وناولها بونية فى وشها اسقتطها ارضاً .. وظل يناولها شلاليت واقلاما وروسيات 
ودارت معركة حقيقية على ارض الشارع ... كانت الغلبة فيها للرجل بالتأكيد ...
الغريب ان الشارع كله وقف يتفرج فى صمت ... لا احد يتدخل وكأنهم يشاهدون مباراة للمصارعة الحرة فى التلفزيون !!!


قال احدهم لزميله الواقف بجواره .. وبعدين ؟؟ .. ح نسيبه يعجنها كده ؟؟
رد عليه زميله : يا عم احنا مالنا .... احنا ورانا مصالح ... يالا يابا 
وقال آخر : سيبه يربيها .... هما النسوان مايجوش غير بكدا 
قالها بحقد دفين يؤكد ان فى حياته امرأة مشابهة 
او قصة مشابهة ...  كان يتمنى ان يكون فيها فى موقف هذا الرجل 

وفجأة وقفت سيارة سبور بفرملة قوية ... وكان بداخلها فتاة جميلة وقد ربطت شعرها الطويل المنسدل خلف ظهرها 
وخرجت من السيارة بسرعة .. فذا بها ترتدى شورت وجزمة رياضية 
واندفعت بكل وقتها نحو الرجل والمرأة والمعركة الدائرة بينهما ...
وطارت فى الهواء كمصارعة محترفة نحو الرجل وانهالت علي وجهه بقدميها 
التفت الرجل مذعوراً وصرخ ... انتى مين ؟؟؟؟
فوجدها تمسك برأسه بقوه وتديله بالدماغ 
وهى تصرخ ... انتا راجل انتا ؟؟؟ تضرب واحدة ست فى الشارع كمان ؟؟؟
يا جباااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااان .....
ثم نظرت الى الواقفين وقالت : وانتوا واقفين تتفرجوا وسايبينه ... ما فيكوش راجل ؟؟؟
وغمغم الواقفون فى ضيق وتجرا احدهم وقال : احترمى نفسك يا ست انتى
فقفزت قفزة رائعة نحوه وبالبوكس فى وشه فسقط بلا حراك
ثم التفتت الى المرأة المضروبة وقالت لها فى حزم : انتى ساكنة فين ؟؟؟
فردت المرأة البين دموعها ...... فى شبرا ، قالت لها : تعالى اوصلك
وركبت المرأة بجوارها وانطلقت بسيارتها وسط ذهول الجميع 
وقد هدأ المشهد وتجمد تماماً ... الا من رجلين مطروحين ارضاً يتأوهان بلا حراك 

قلت لنفسى من المخطىء فى كل ما حدث ؟؟؟ هل هى المرأة التى اهانت زوجها ؟؟؟
ام هو الرجل الذى ضرب زوجته فى الشارع امام الناس ؟؟؟ 
ام هؤلاء الذين وقفوا يتفرجوا على كل ذلك ؟؟؟؟
ام الفتاة الرياضية التى مسحت بهم جميعاً البلاط ؟؟؟
ووجدت نفسى تقول لى .... ان الكل مخطئون ... كلنا مذنبون 
المجتمع باظ يا عزيزى 

مشهد اخر لرجل آخر وامرأة آخرى فى سيارة آخرى
ولكن مع التغيير فى السيناريو فهى لم تبصق فى وجهه 
ولم تقل له فى غل "انتا مش راجل" وانما مددت بوزها وقالت له : انتا راجل أوى
ولأسباب بيولوجية وفسيولوجية لم يناولها الرجل بوكس فى وشها 
وأنما مد بوزه هو الاخر وغابا فى لقطة عاطفية ساخنة .... 
كان الرجل فيها متحكما تماما ... هذا ايضا كان يجرى على ارض الشارع 
وامام عدد لا بأس به من الشباب الذين قال أحدهم لزميله .... وبعدين ؟؟
ح نسيبه يعجنها كدا ؟!!

الغريب هذه المرة
ان الشباب الواقفين جرى الدم فى عروقهم فجأة .. وذهبوا الى السيارة 
خبطوا لهما عليها فى مرجلة وتخنوا صوتهم وقالوا له .... مش كدا يا كابتن
. اطلع كلمنا .. احنا مش واقفين فى المنطقة اقفاص جوافة
الاغرب ان الرجل بعد ان سحب بوزه من بوزها فتح باب السيارة 
وقال لهم بجرأة ... بل بوقاحة 
" ما كل واحد يخليه فى حاله ياااض انتا وهو ... العربية دى بيتى
اعمل فيها اللى انا عايزه انشالله اقلع ملط "
 اما الاكثر غرابة فهو موقف المرأة التى خرجت من السيارة 
وكشرت عن انيابها للشباب مدافعة ببسالة عن صديقها 
ودارت معركة كبرى وتحولت الجلسة العاطفية الساخنة 
الى علقة ساخنة جداً لجميع الاطراف أبلت فيها المرأة بلاء حسناً 
ولكن بنظرة مدققة قليلاً الى هذه المرأة واسلوبها فى ضرب هؤلاء العواذل 
الذين قطعوا عليها القعدة الحولة ... اكتشفت انى اعرفها
شفتها قبل كدا فين ؟؟ فين ؟ يااااه .........
شوفوا الصدف ... انها نفس الفتاة الرياضية ذات الشورت بتاعت المشهد اللى فات
والذى اكد لى اكثر عندما سمعتها تصرخ فيهم وهى فى قمة الثورة والانفعال
يعنى انتوا لما تشوفوا راجل بيضرب ست تقفوا تتفرجوا عليها 
ولما ييجى يبوسها كل واحد فيكوا يعمل عنتر ؟؟؟؟؟ !!
وانطلقت بسيارتها وقد تركت المشهد هادئا تماما مثل المشهد السابق 
الا من شابين مطروحين ارضاً كالعادة 

وعدت اسأل نفسى انا ايضا ... من المخطىء فى المشهد التانى ؟؟
هل هى المرأة التى تقبل فتاها فى الشارع ؟؟؟
ام الرجل الذى كان يقبلها ....
ام الشباب الذين يتدخلون بدافع من الغيرة اكثر من الشهامة ؟!!

ووجدت نفسى تجيب لثانى مرة .. نفس الاجابة 
... كلنا مخطئون .. مذنبون ... وأن المجتمع باظ يا أعزائى ...


كنت احكى هذين المشهدين لمجموعة من اصدقائى

وانهيت كلا المشهدين بنفس الجملة السابقة  الكلاسيكية بتاعة كلنا مذنبون 
وفجأة طلع احدهم كدا من غير  مناسبة وسألنى هل رأيت المشهدين بنفسك ؟؟؟؟
قلت له طبعاً
قال لى : ولكنك لم تقل لنا ماذا كان موقفك انت 
هل وقفت تتفرج على الرجل وهو يضرب المرأة ؟؟
وعلى الرجل الثانى وهو يقبلها ؟؟؟ هل تدخلت ؟؟ هل هربت ؟؟ 
هل اتهزأت ؟؟؟ هل انضربت ؟؟؟ 
قلت له : لم يحدث أى شىء من هذا .... لقد فعلت شىء واحد 
قال لى : ما هو ؟ ... قلت له كتبت .



منقولة من مجلة "كاريكاتير" العدد الثالث سبتمبر 2001 
والكاتب هو يوسف معاطى



هناك تعليقان (2):

  1. التدوينة رائعة وعجبتي جدا
    استمر استمر

    تحياتي

    ردحذف
  2. تدوينة اكثر من رائعة
    انا اتفق معاك ان المجتمع كلة اتشقلب من فوق لتحت ، بس لو الواحد بدء بنفسة الاول كنا ممكن نحاول نعدلة شوية

    ردحذف