الصفحات

16‏/03‏/2014

آنا جريجوريفنا دوستوفيسكى



لمن يسأل عن مصدر كل ذلك البؤس والسواد في روايات دوستوفيسكي فليعلم أن حياته الشخصية كانت مصدراًً غزيراً لكل ذلك، كم هو بائس هذا الرجل، عليل الجسم و يعاني ضيق ذات اليد .. كانت حياة الروائى الروسى فيودور دوستوفيسكى مزيج من الآلم والمعاناة والبؤس والجوع والفقر والديون .. طيبته الزائدة أوقعته في مهالك لا حصر لها ولا مخرج منها، الديون التي عانى منها طوال حياته لم يكن له دخل فيها، النسبة الأكبر من هذه الديون ورثها من أخيه الأكبر والأموال التى تأتى من وراء بيع أعماله تذهب للصرف على عائلة أخيه وابن زوجته وشقيقته ..

بعد فقدانه لزوجته الأولى يتعرف على فتاة أسمها "آنا جريجوريفنا" أحبها ولكنه كان يتسائل هل ستقبل به؟؟ .. هي سبقته وأعلنت له عشقها وحبها له وأعجابها بأدبه وشهرته، كانت فى حالة عشق لـ هذا الأديب .. ولأنه مثقل بالديون وغارق فيها لـ أذنيه كان الزواج مهدد بعدم الأكتمال ولكنها قامت بالتخلى عن كل ورثها ومهرها فى تسديد ديون زوجها والهجرة معه، غير أن الحب بعد الزواج تحول لـ شفقة وتحولت هى من زوجة لـ أم ترعى ذلك البائس المريض حتى أنها كانت تقوم بكتابة بدلاً منه .. إن أعظم روايات الأديب الروسي فيدور دوستوفيسكي لم تكتب بخط يده لأنه فى أغلب الأوقات كان يصاب بنوبات صرع تستنزف فيها كل قواه .. ولكثر ديونه كان هناك الكثير من يستغلونه للكذب عليه وأضافة ديون أضافية حتى أنه فى مرة من المرات كان مجبراً رغماً عنه على كتابة عمل روائي كامل في مدة شهر واحد فقط وتسليمه للناشر الذي قام بشراء ديونه، وإن لم ينجح في ذلك، كل عمل نشر سابقاً وكل عمل سيكتب لاحقاً سيكون ملكاً حصرياً للناشر .. وكان مقابل كتاباته زهيد.
معظم الروائيين الروس كانوا يتقاضون مبالغ عالية في نشر أعمالهم. أما هو، فيحصل على أقل من النصف، بل هو أقل أديب يحصل على أجر لقاء أعماله:” إنني على ثقة من أن أياً من أدبائنا السابقين والحاليين، لم يكتب في مثل هذه الظروف التي أكتب فيها دائماً. فتورغنييف كان من شأنه أن يموت من مجرد التفكير في ذلك”
لم تتردد الزوجة فى الوقوف بجانب زوجها وتحملت مسألة ديونه كاملة .. وكانت هى من تقوم بتسديدها عن طريق عائدات أعماله التى أسست لها مؤسسة لتوزيع أعمال دوستوفيسكى وكان على الناشرين التفاوض معها أولا قبل زوجها .. كانت هى من أنتشلته من أعماق الجحيم ولم تتخلى عنه أبداً حتى حين تخلى عنه المجتمع الأدبى ولم يهتموا به ولم يساعده احد.

رابط لـ مذكرات زوجة دوستوفيسكى
http://goo.gl/PRPQcq



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق