الصفحات

09‏/02‏/2013

الثورة الكونية .. الآن

الثورة المصرية قامت ليه ؟؟ .. قامت بسبب الظلم الأجتماعى\السياسى ، الفقر، أتساع الفوارق الطبقية، تدهور حياة أغلب الناس بسبب الفقر والأمراض وسوء الرعاية الصحية، أهمال الدولة لـ حياة المواطنيين اللى راحت ضحية حوادث طرق وقطارات وعبارات ألخ ألخ، تدهور حياة الشغيلة والكادحين والفقراء في مصر واسباب غيرها كتير .. الأسباب دى هى هى نفس أسباب قيام الثورة البلشافية والثورة الفرنسية مرورا بالثورات فى امريكا الجنوبية والشمالية والثورة فى مصر وتونس وليبيا وسوريا وصولاً للإنتفاضة فى اليونان وإيطاليا وأسبانيا .. بمعنى أننا قدام مشكلة إنسانية واحدة بتتكرر مع كل شعوب العالم قديما وحديثاً .. فـ المشكلة هي نفسها في كل مكان

ليه بقا الاصرار على رفع شعارات لا علاقة لها بالمشكلة والتوهم بان إسقاط نظام مبارك واقامة نظام الاخوان أو إسقاط نظام الإخوان واقامة أى نظام بديل هو الحل ؟؟ .. ليه الشعب المصرى غاوى يحل مشكلته مع كل نظام بـ عبارة "الشعب يريد إسقاط النظام"، ودا مطلب جيد لرجال المعارضة السياسية "سماسرة السياسة" في مصر مش علشان هيحققوا مطالب الجماهير. لا :) .. علشان هيحققوا أحلامهم في المناصب الكبيرة المربحة والرواتب والضمانات والسلطات الواسعة اللي هي حلم كل المصريين أصلاً ودا مش هيحقق مطالب الجماهير ... طب وأخرتها أيه ؟؟

المواطن المصرى مثلاً عايز يشتغل شغلانة محترمة بأقل عدد من ساعات العمل بأعلى مرتب ومنزل محترم متوفرة فيه كل وسائل الراحة وعايز تعليم مجانى ورعاية صحية مجانية تكون مستوياتهم عالية وإنهاء الظلم واللامساواة والجريمة والفساد الإدارى والتلوث البيئى وملايين المشاكل اليومية ... يعنى الناس بتحلم بـ اليوتوبيا والحلم مش عيب ولا حرام ، بس لا نظام مرسي ولا الاحزاب السياسية المعارضة بجلالة قدرها تقدر تحقق المطالب دى ولا حتى الحد الادنى من هذه المطالب، حتى اليسار المصري شيوعين وإشتراكيين بجميع تياراتهم لا يستطيعون القيام بإصلاحات ولو طفيفة فـ سوء احوال المصريين ليس سببه سوء نظام مرسي او مبارك ولا يمكن حله عن طريق ازاحة هذه الحكومة او تلك .. لا حكومة مبارك ولا حكومة اسلامية ولا حكومة شيوعية ولا اي حكومة قادمة هتحقق للجماهير المصرية اياً من مطالبها لان ببساطة المجتمع عنده خلل وبيتعامل مع مشاكله بـ عبثية بتوضح مدى عجزه فى إخراج نفسه من البؤس اللى بيضيق عليه الخناق وهيخنقه بسبب جهله وانعدام الدراية الواعية بالحلول


في ظل خلل وتفسخ فى نظامنا الإجتماعى ونظام اقتصادى رأسمالى عالمى .. تبقى المشكلة الذى يعانى منها كل سكان الكوكب مشكلة نظام إقتصادى استمراره سيكون على حساب معاناة البشر وآلامهم .. والازمة المصرية هي جزء من أزمة إنسانية وهي ازمة لا خروج منها بدون إقامة ثورة اجتماعية وتغييرات اجتماعية عالمية جذرية .. وبما إن الأزمة ليست ازمة مصرية حتى يتم حلها في مصر فقط، لكنها ازمة عالمية ونحن جزء منها، لذلك اذا اردنا تغيير شئ ما فأن النظام الاجتماعي والاقتصادي هو اللى يجب ان يتغير

من الممكن أن يكون هذا التصور مثالى جداً ولكنى أتصور أنه يجب ان تقوم ثورة اجتماعية عالمية لتحقيق تغيير اجتماعي جذري واذا كان الامر كذلك فان المرة الاولى التي ستنسق فيها مدريد والقاهرة واثينا وتل ابيب وتونس ونيويورك وروما وستوكهولم وجوهانسبرج وموسكو وبكين وغيرها من المدن اعمالها وشعاراتها وتخرج بالنداءات الى بعضها البعض وترفع علم الثورة العالمية فان هذه ستكون بداية النهاية لمعاناة الانسان ولنظام اجتماعي بات يخنق الانسان والحياة بكل اشكاله وصار لزاماً عليه ان يزول

ان الشعور بالمعاناة لا يحتاج الى معرفة ولكن التخلص منها يحتاج الى معرفة الحلول .. نحن نعلم بان العالم باسره يعاني منذ زمن بعيد ولكن ما هو الحل؟ كيف نريد ان يكون العالم حتى نشعر بالرضى والسعادة؟ لا يكفي ان نثور نحن نريد ان نبني من ثورتنا شيئا جديدا ينهي مشاكلنا

الآن اسال نفسك:
كيف يمكننا انهاء الفقر والفساد والاستبداد والبطالة والتلوث والحروب والظلم والاستغلال والجريمة واضطهاد المراة والجهل والتخلف والخيانة وكل مشاكلنا الاخرى وهي مشاكل البشر في كل مكان.

عندما تخرج الى الميدان غداً اسأل نفسك واصدقائك لماذا نحن هنا ماذا نريد؟؟ كيف ستتغير الامور بعد اسقاط الحكومات؟ ...



Revolutionaries, in the name of Our planet, let us all unite