الصفحات

05‏/03‏/2012

شفيقة ومتولى ..... صلاح جاهين





قال الراوى يا سادة يا كرام :-

متولى سحبوه مكتف بالحبال يارجــال
من قلب داره على حر الجبال يا رجـال
فى يوم تمانية أربعة والقمح لسة أخضر
الغـز جم على البلد يا دى النهار الاغــبر
أختـه شفيقـــة تقـــول أهرب يا متـولــى
يقول ده مش فعل من شيم الرجال ومحال
* * *

سابــها وحيدة تلقط رزقهــــا بالكـــــــاد
حبايـة حبايـة من قلب الشقـوق يا ولاد
تنازعها فيهم فيران الأرض و العصافير
وتشق سكتــها فى الدنيــادى بالأضافير
وهمــها كبير وحالــها يفتت الأكبــــــاد
* * *

بركة اللى فيه لسة نار فى الدار يا غلبانه
يا وردة مايلــة فى وش الصهد دبلانــــه
الحبـة الغلــة تخـبزهم يــادوب رغيفــين
لجـدها رغيف وليها رغيف يا ننى العين
والصبر طيب صحيح .. لكن تجيبه منين
آدى ألله وادى حكمته و الكفر بيهم عيب
ودا علم غيب وانكتب ولا هيه دريانـــه
* * *

أنا أخت متولـى كله يخلى هـنا بالـــــه
نظراته فى عينيا رايحة وجاية وخياله
كأنه لسه لا غاب ولا جرجروه الغـــــز
وجاية سوق التلات لجلــن أبيـع الــوز
لجلـن أبيع واشترى بمهابته وبمالــــه
وكل شئ زى ما هو لسه على حالــــــه
لأ يا شفيقــة الحقيقـــة مش كـده فوقـى
دياب آهه جاى متـلفع بتـوب العـــــــــز
ســــــوق المهـابـــــه جـــــــــــــبـــــر
اكفــى ماجــــــــور ع الخــــــــــــــبـــــر
و الجرح مهما صبر حيـيجى يوم وينــز
وكلــــــــــــــــــــــه بيـــــولــــــــــــــــى
فينــــــــــــــــــك يا متــــولـــــــــــــــى
متولى لما شافوه ولقوه عيونه ســــلام
فرزوه مجند وهوه كأنه طيف فى منام
عقله فى بلدهم وداره وجده وشفيقــــه
ويقول ترى وهل ترى ويجيب ورا وقدام
* * *
العسكريه شــرف يستعـظمــه الشجعـــان
وفلاحين مصر عسكر مشهورين جدعان
متولــــــــــى منهم و أحسنهم و أرجلهم
فى الظبـــط و الربط رغم الهم والأحزان
* * *

عملوا طابور ضرب نار قدام كومندانه
وحصل مسابقه ما بين متولى و أخوانه
أسرع نفر هوه يملا البندقيـــة بـــــارود
ونشانجى يغلب جيوش الأفرنج بنشانه
* * *

قال الكومندان : عفارم النفر ده منيـــن
قالوا له : من جرجا قال جرجا دى والله زين
وقام نادهله وعاطيه فى التو أومباشــــى
وشبك على دراعه قدام الجميع شريطين
* * *

أومباشى متولى جرجاوى وقف ددبان
على خلق تحفر وخلق تعبى بالغلقان
الوفات و الوفات كمثل النمل شغاله
بيشقوا بحر الكنال و الشمس قياله
بيشقوا بحر الكنال و الشمس تلفحهم
ما يرتاحوش إلا لما الموت يريحهم
أو النفر م العطش يحصل فى عقله جنان
* * *

أضرب ولد .. قال له لأ متولى ..ماضربشى
الشاب داخ م التعب .. الشاب ماهربشى
سحب الأفندى الطبنجة وطخ فى المليان
مات الجدع واستريح بس كان عطشان
{ عطشان ياظالم يموت فى بلاده بلديا }
متولى قالها بغضب وهجم بوحشيه
ناسى بأنه كمان ع السخره كان ددبان
* * *

آدى جزاة اللى ينسى مركزه ونمرود
ولكل واحد مقام ولكل حى حدود
متولى عصيان لابد تفوقه القمشه
لاسيما الجلد ميرى والحكيم موجود
وربنا موجود واحنا عليكو شهود
وكل جلده على ضهرك يا متولى
ترسم قناة السويس أم الجراير سود
* * *

نزل الوباء ع الكنال ... الغز قالوا: آمان
وهمه أكبر وباء صابك يادى الأوطان
متولى هوه وحسن شافوا الحكيم غضبان
جوله فى عز الليل
والشوطة ويلها ويل
ولما فاض به الكيل
قالوا له خد دول ويمكن تنقلب فرحان
راحوا الكرانتينه ..دخلوا ودمعهم مخنوق
قال الحكيم : مصر زى المنصابين دوله
اكتر كتير م الدوا وحتى الدوا مسروق
سخره ومجاعه ووباء..طول عمرها تعانى
وكل حاكم غريب يحدفها للتانى
والدنيا مستغربه على مصر عايشه ازاى
لحد دلوقتى لما الغلب أصلانى
* * *

وادى الدوا ما روى ولا نص عشر الناس
وادى نفر م الغلابه بيلفظ الأنفاس
وادى تلاته شباب عاجزين أمام الموت
وادى رحايه القضا دايره بلا إحساس
* * *

شفيقة شافت بعينها يا قبح ما شافت
دياب حبيب قلبهااللى عليه لافت
قادر يبيع جتته بالقرش مش خجلان
غضبت ...وبعدين أصابها نوع من التوهان
نوع من الخوف وهيه ماعمرهاش خافت
ونوع من الشؤم جاى يرمح كما الرهوان
* * *

قال الراوى يا سادة يا كرام :-

شفيقة وصلت مع الطرابيشى بيه لندن
مبعوث من الغز يرشى الخلق فى لندن
ويسد حلق الصحافة ومسئولين لندن
وشفيقة مبهورة بالبهرج تبع لندن
بعتر دهب ع اللى بيسوى و اللى ما بيسواش
وخد عليهم عهود حلفوا له ما يخونوهاش
سيرة تجارة العبيد والسخرة ما يجيبوهاش
والدفع كان كاش على قولة ولاد لندن
* * *

وعدى بيها وفسحها فى مدينة النور
وشفيقة هايمه فى حب باريس مدينة النور
وجاب لها من هناك فساتين كتير تهوس
لحد ما أصبحت كتلة فرح و سرور
* * *

رجعت على سيوط وجايبة هدايا أغلى طراز
وراحت على البيت أبو تراسينا حلوة قزاز
* * *

سمعت بأستغراب ..من فتحة فى الباب
لقيت البيه طرابيشى ..زيه زى دياب
* * *

رجعت شفيقة البلد مقهوره يا ولداه
سألت على جدها قالوا الدوام لله
راحت تزور تربته وأبو زيد يواسيها
ويقول لها الماضى يا بنت الأصول ننساه
تقول له : شهم وأمير يا ابوزيد لكن هيهات
أنا ما أنفعكش النهارده يا كريم الذات
انا واحده ظنيت بأن القيمة هيه المال
وبأن من عنده مال له قيمه وأبن حلال
ذنب وجنيته وخدت جزاه ندم ودموع
وعار ما يمحيهشى غير دمى على العتبات
* * *

آدى طريق دارها وادى الحيطة وادى الباب
وادى البلد م الوباء والسخرة شبه خراب
تقول هنادى : تع نرجع ..تقوللها : لأ
حاستنى متولى ييجى, أصل بينا حساب
* * *

متولى يرمح وعقله من الغضب طايح
النار ولا العار ولا أستهتار وفضايح
قعد فى أسيوط على القهوه وسأل عنها
قالوا له : راحت بلدها دوغرى قام رايح
* * *

متولى شال جتة المقتولة بين دراعيه
ضربوها قدام عينيه بالنار ما يعرف ليه
وناس يقولوا دا هوه طعنها بالخنجر
بس احنا شفناه رماه وشفيقة جايه عليه
سوا كده أو كده شالها فى أحضانه
ودموعه تجرى كبحر النيل وفيضانه
يبكى عليها وعليه وعلى بنات الناس
و اللى تبيع عرضها فى القحط و زمانه
* * *

القصد لما بلد تنعرض للبيع بجملتها
تنباع رعيتها قطاعى و بالملاليم



صلاح جاهين
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق