الصفحات

16‏/01‏/2013

عالم بائس جداً



 
ركل الجندي الغازي باب الدار صارخاً في العائلة المرتعدة خوفاً وبِلغته الأجنبية قال:" إبقوا في أماكنكم و لا تتحرّكوا" 
فأجفلت العائلة وبحركة لاشعورية ارتفعت أيديها إلى الأعلى، فأنفجر الرصاص في الأجساد، واستشهدت العائلة، ورسمت خيوط الدم على أرض الغرفة هذه العبارة : "نحن لا نفهم إلا اللغة العربية".

.............................................

رمى الغنى نصف الشطيرة التي كان يأكلها .
تسابق إلى الفوز بها كلب شارد و صبيّ جائع .
فاز الكلب بها، وقبل أن يهرب ضربه الصبيّ بحجرعلى رأسه بكلّ ما أوتي من قوة، فأجبره على الهرب بعد أن حرّر الشطيرة من فمه.
الْتَهم الصبيّ الشطيرة هنيئا مريئا ، والكلب نبح بعد ذلك كثيرا كثيرا قبل أن يموت.


.............................................


كلما أساء له أحد هجره،  شعاراته : لا للتصالح ، لا للتسامح  ، لا للتغافر ، لا للتناسي ، طوال حياته لم يصفح عن أحد ، هدفه الذى لا يتغير : لابد من الإنتقام ممن ظلمه، هجر كل من حوله، الا صديقين، أحدهما تُوفى إلى رحمة الله تعالى، والآخر هاجر إلى خارج البلاد منذ أمد بعيد.



قصة قصيرة


كنا نسكن بـ منزلنا المكون من ثلاثة طوابق تحيطه حديقة من كل النواحى تحيطها أسوار عالية ، المنزل يقيم فيه الاهل والعشيرة ، فى كل طابق تعيش عائلة منحدرة من نسل احد أولاد جدى الكبير، جدى الكبير الذى أقام هذا البيت وبناه بنفسه دون مساعدة من أحد لذلك كانوا يعظمونه ويبجلونه وتجد صورته فى كل طابق من الطوابق الثلاثة "رغم أختلافهم على أسم جدى ولكن صورته كانت واحدة" ، أنا كنت أسكن بالطابق الأخير وساكنوه كانوا من نسل جدى "صادق" أصغر ابناء جدى الثلاثة ، منزلنا ذو الطوابق الثلاثة كان على اطراف المدينة وكانت الصحراء تحيطه كما كان الصمت أيضاً يحيطه، ولا يبدوا ان لتلك الصحراء او لذلك الصمت نهاية.

فى يوم خطر لى ان أتسائل عند جدنا العظيم أين هو ؟! وكيف بنى ذلك البيت وحده ؟! ، وكيف أجده لـ أبوح له بـ اسئلة يجيش بها عقلى .. وصدرى أيضاً
وفى يوم سألت أبى "كيف بنى جدى ذلك البيت العظيم وحده ؟؟" ، فقال لى " عاش فى تلك الصحراء وحده ، كان رجلاً لا يجود الزمان بمثله ، ولم ولن يكون مثله احد ، ولكن ماذا دعاك لـ هذا السؤال ؟؟"
لم أجد ما أجيب به عليه وظننت إن الأمر أنتهى.

أجدنى  فى كل يوم أفكر وأفكر -لعن الله التفكير- واسئلتى لا تنتهى فى يوم قلت لـ عمى "أين اجد جدى ؟؟" ، فقال لى "انه يعيش معنا ويرانا ويسمعنا  .. ماذا يهمك فى ذلك ؟؟"
وكالعادة لم اجد ما أجيب به عليه وظننت اننى سأعرف الجواب فى يوماً ما ، ولكنى وجدت الاهل رؤوسهم تتقارب والأعين تسترق النظر إلىٌ ، قررت ان أبتعد عن عقلى كلما أراد التفكير ولكن كانت الريبة تفشت فى الجميع.

يا آلهى كيف أقنعهم بأننى لم أقصد سوء، وإننى لا أقل عن أياً منهم ولاءً وحباً لـ جدى
وفى يوم دنا منى أحد الأهل وقال لى "أترك البيت ودعنا فى سلام" ، لم أرى بداً من الخروج لـ أجد نفسى وحيداً فى الخلاء محاط بالصمت وحدى فى ذلك المكان الموحش، ماذا أفعل فى هذا الخلاء المطبق وذلك الكرب العظيم ؟؟.