الصفحات

16‏/03‏/2014

changed his profile picture



"changed his profile picture"
  كانت صورتها مصحوبة بتلك الجملة الأنجليزية على الفيسبوك .. أعرف منذ أن قبلت طلب صداقتى أنها جميلة، لكن صورتها الجديدة أكدت أنى كنت مخطىء، هى ليست جميلة أنها نموذج كامل عن الجمال، متأكد أن هوميروس لو كان بيننا اليوم لخلد ذكراها بين آلهة الجمال وفاتنات الأغريق .. الصورة تظهرها جميلة، ذات بشرة بلون سنابل القمح وعينان عميقة ذكرتنى بـ مقولة نزار: "حبك يا عميقة العينيين .. تصوف .. تطرف .. عبادة .. حبك مثل الموت والولادة .. صعب أن يكرر مرتين" ، شعر أسود كـ ليل أرخى سدوله، شفتين بلون زهرة التوليب الوردية أو بمعنى أدق زهور التوليب هى من تسرق من شفتيها لونها، وجهها ملتف بهالة من الجمال الشرقى القديم وفيما يبدوا أنها منحدرة من نسل شهر زاد، متأنقة بذوق مرهف .. صورتها تتجاوز اللامتوقع .. الحقيقة أن لا شىء فى الوجود يفوق جمال امرآة جميلة، لذلك ظللت مشدوهاً ولم أستطيع الأفلات من سحر هذا المخلوق الخرافى النادر، ذلك الوجه الملائكى ذكرنى بـ الشاعر التشيلى "بابلو نيرودا" بقصيدة "مئة سونيتة حبّ"، وددت لو كنت محترف كتابة سونيتات مثل نيرودا، لأكتب لها سونيتة، بل ألف سونيتة كاملة، سألت الله وقتها لما لم تعلمنى كتابة السونيتات، ولكنه أوحى لى بأنه يعلم بأنى لو كنت أعرف كتابة السونيتات ما توقفت عن الكتابة قط .. الحمدلله ..

الحقيقة أن الصورة جعلتنى متشوق لـ تكرار قراءة رواية لـ روائى يابانى أسمه "ياسونارى كاوباتا" الرواية أسمها "منزل الجميلات النائمات" تحكى عن منزل فى ضواحى طوكيو مخصص للعجائز البرجوازيون يدفعون أموالاً كبيرة لنيل متعة بشكل من أشكال الحب الطاهر، حيث يتمكن العجائز من قضاء ليلة إلي جانب فتاة مراهقة يتأملونها وهى نائمة تحت تأثير مخدر، فقط يتأملونها ولا يملكون حق لمسها أو إيقاظها، عجائز ”لا يجلبون المتاعب” كما أطلقت عليهم مديرة المنزل، يقضون الليل في إستعادة وهم شباب منقضٍ، والمتعة الوحيدة مع الجميلات هى متعة الحلم بجانبهن .. فجأة تذكرت تلك الرواية وأنا اتأمل تلك الصورة وتذكرت بطلها "إيجوشي" العجوز ليثير بداخلى هواجس الخوف من العجز ومن النهايات الغير متوقعة أبداً، بينما تقف أمامى صورة هذه الجميلة النائمة كشاهد علي الخوف والوحدة التي لا مهرب منها.

الحقيقة أن الصورة كانت جميلة لدرجة أنى حفظتها بـ "البوك ماركس" للمتصفح، لأقتناعى بأن هذه المخلوقات الجميلة تكمل التناغم الكونى وتجعلك سعيداً فى أحلك أوقات حزنك وضيقك، ليس هناك أجمل من صور امرآة جميلة تنظر إليها لكى تختفى كل همومك، الحقيقة أنى أتسائل كيف تسنى للأنثى البشرية وحدها بين جميع المخلوقات أن تتخذ بعد تطور طويل هذا الشكل الرائع؟؟ أعتقد أن الجمال الذى بلغته الأنثى البشرية هو نهاية التطور، هو المثال الأبهى لتطور الإنسانية والبشرية.
أتذكر مقولة لـ مولانا وسيدنا "دوستوفيسكى" رضى الله عنه قال:"أن الجمال هو الذى سينقذ العالم"....

أستمتعوا بالجمال ولو فى صورة امرأة جميلة ..
وأخيراً إلى تلك الجميلة أقول .. عليكى سلاماً وتسليماً.

آنا جريجوريفنا دوستوفيسكى



لمن يسأل عن مصدر كل ذلك البؤس والسواد في روايات دوستوفيسكي فليعلم أن حياته الشخصية كانت مصدراًً غزيراً لكل ذلك، كم هو بائس هذا الرجل، عليل الجسم و يعاني ضيق ذات اليد .. كانت حياة الروائى الروسى فيودور دوستوفيسكى مزيج من الآلم والمعاناة والبؤس والجوع والفقر والديون .. طيبته الزائدة أوقعته في مهالك لا حصر لها ولا مخرج منها، الديون التي عانى منها طوال حياته لم يكن له دخل فيها، النسبة الأكبر من هذه الديون ورثها من أخيه الأكبر والأموال التى تأتى من وراء بيع أعماله تذهب للصرف على عائلة أخيه وابن زوجته وشقيقته ..

بعد فقدانه لزوجته الأولى يتعرف على فتاة أسمها "آنا جريجوريفنا" أحبها ولكنه كان يتسائل هل ستقبل به؟؟ .. هي سبقته وأعلنت له عشقها وحبها له وأعجابها بأدبه وشهرته، كانت فى حالة عشق لـ هذا الأديب .. ولأنه مثقل بالديون وغارق فيها لـ أذنيه كان الزواج مهدد بعدم الأكتمال ولكنها قامت بالتخلى عن كل ورثها ومهرها فى تسديد ديون زوجها والهجرة معه، غير أن الحب بعد الزواج تحول لـ شفقة وتحولت هى من زوجة لـ أم ترعى ذلك البائس المريض حتى أنها كانت تقوم بكتابة بدلاً منه .. إن أعظم روايات الأديب الروسي فيدور دوستوفيسكي لم تكتب بخط يده لأنه فى أغلب الأوقات كان يصاب بنوبات صرع تستنزف فيها كل قواه .. ولكثر ديونه كان هناك الكثير من يستغلونه للكذب عليه وأضافة ديون أضافية حتى أنه فى مرة من المرات كان مجبراً رغماً عنه على كتابة عمل روائي كامل في مدة شهر واحد فقط وتسليمه للناشر الذي قام بشراء ديونه، وإن لم ينجح في ذلك، كل عمل نشر سابقاً وكل عمل سيكتب لاحقاً سيكون ملكاً حصرياً للناشر .. وكان مقابل كتاباته زهيد.
معظم الروائيين الروس كانوا يتقاضون مبالغ عالية في نشر أعمالهم. أما هو، فيحصل على أقل من النصف، بل هو أقل أديب يحصل على أجر لقاء أعماله:” إنني على ثقة من أن أياً من أدبائنا السابقين والحاليين، لم يكتب في مثل هذه الظروف التي أكتب فيها دائماً. فتورغنييف كان من شأنه أن يموت من مجرد التفكير في ذلك”
لم تتردد الزوجة فى الوقوف بجانب زوجها وتحملت مسألة ديونه كاملة .. وكانت هى من تقوم بتسديدها عن طريق عائدات أعماله التى أسست لها مؤسسة لتوزيع أعمال دوستوفيسكى وكان على الناشرين التفاوض معها أولا قبل زوجها .. كانت هى من أنتشلته من أعماق الجحيم ولم تتخلى عنه أبداً حتى حين تخلى عنه المجتمع الأدبى ولم يهتموا به ولم يساعده احد.

رابط لـ مذكرات زوجة دوستوفيسكى
http://goo.gl/PRPQcq



دوستوفيسكى .. والأعدام



عند إعتلاء الإمبراطور نيقولا الأول العرش في روسيا تفجرت ثورة الديسمبريين في أوساط الجيش، في 14 ديسمبر 1825. قاد ضباط الجيش الإمبراطوري حوالي 3000 جندي في احتجاج ضد تولي القيصر نيقولا الأول العرش وضد الحكم القيصرى ونظام القنانة والمطالبة بـ إجراء إصلاحات ليبرالية سياسية واجتماعية في روسيا، بسسب حدوث هذه الأحداث في ديسمبر سمي المنتفضون بالديسمبريين وأدت إلى إضطرابات دامية، فى النهاية تم سحق ثورة الديسمبريين وتم أعدام المحرضين لهذه الثورة وتم نفى الآخرين لـ سيبيريا وفى لحظة فائقة الجمال تثبت مشاركة المرآة فى تلك الثورة التى قامت بها فئة من النبلاء ورجال الجيش حيث رافقت زوجات المحكوم عليهم بالنفى والاعمال الشاقة طواعية إلى سيبيريا وبقين معهم هناك، حيث برهنت الزوجات على أخلاصهن ووفائهن لـ أزواجهن عندما رافقوهم وشاركوهم معاناتهم فى المنفى وقد تغنى الشعراء فى مأثر أخلاص ووفاء الزوجات الروسيات .. أما الشاعر العظيم ألكسندر بوشكين فـ وجه رسالة لـ الثوار تقول
"كن على ثقة يا رفيقي ..
بأن يأتي فجر السعادة الجذابة ..
وتنهض روسيا من سباتها ..
وستسجل أسماءنا ..
على أنقاض حكم الطاغية.."

القيصر نيقولا الأول وافق على القيام ببعض الإصلاحات التي طالب بها الثوار لكن بشرط أن ينفذها هو بنفسه دون ضغط من التيار الثوري. نشأت بعد هذه الإنتفاضة الشهيرة عدة تنظيمات ثورية سرية .. إحدى هذه التنظيمات الثورية كان تنظيم يسمى بـ "تنظيم بتروشيفسكي"، وكان التنظيم يضم بين أعضائه الروائى "ديستوفيسكى" وكان التنظيم يدعوا لـ تحرير الأقنان وإصلاح القضاء وتحرير العبيد ويناقش أفكار الفرنسى شارل فورييه، ويقدمون أبحاث ومناقشات طويلة عن الإلحاد والدين والكفاح ضد الرقابة والأسرة والزواج، كان شارل فورييه ينتقد بعنف العالم الرأسمالي، ويشبه التجار والمضاربين بأكلي لحوم البشر والمستعمرين الجدد الذي يقوم نظامهم الاقتصادي على الظلم والفوضى والبؤس، ولا مناص من تبدل جذري في المجتمع لإنقاذ أفقر الناس. ولتحسين وضعهم يجب أن تقف الطبقة العاملة والمجتمع لخلق جمعيات زراعية وصناعية لتنظيم حياة مشتركة

دوستويفسكي كان معجب بأفكار فورييه لـ وهلة ولكنه لم يكن يتطلع إلى ثورة عارمة وانتقال السلطة إلى طبقة اجتماعية جديدة، ولم يستطع هو نفسه أن يكون ثورياً حسب تصور بعض أعضاء التنظيم رغم الحماسة التي يبديها .. فقط، لمرة واحدة فقط، ولأول مرة في حياته تعاطف مع الثورة لقد تعاطف مع أفكارها العميقة وأعلن استعداده للمساهمة في تطبيقها، ولكن بأعتباره كاتباً لم يكن مستعداً للدفاع عن هذا الهدف بـ حمل السلاح، بل كان يتطلع إلى خدمة الشعب المتمرد عبر القلم

في ساعة مبكرة من صباح 23 أبريل 1849 وبأمر شخصي من القيصر نيقولا الأول ألقت الشرطة القبض على "دوستوفيسكي" ومعه مجموعة كبيرة من أعضاء تنظيم بتروشيفسكي، إذ قام أحد أعضائها بالوشاية .. بعد 9 أشهر قضاها "دوستوفيسكى" في زنزانة منفردة حكم عليه بالإعدام هو ومجموعة من أعضاء التنظيم ، تم أقتيادهم لساحة الإعدام بعد أن تم ألباسهم قمصاناً بيضاء وعلى صوت الطبول قرئ عليهم الحكم بالإعدام رمياً بالرصاص، وأوثق ثلاثة منهم إلى أعمدة خشبية مغروزة في الأرض. كان الروائي ينتظر دوره في المجموعة الثلاثية الثانية، وقف أمام الثلاثة المقيدون مجموعة من الجنود شاهرين بنادقهم المحشوة بالرصاص، وظل المحكومون ينتظرون تنفيذ الحكم مدة نصف ساعة في صقيع بلغ 10 درجات تحت الصفر، طلب أحدهم أثناء الإنتظار إطلاق النار لأن إنتظار الموت أصعب من الموت نفسه، ثم جاءت عربة، وقرئ على المحكومين قرار القيصر بتخفيف الحكم من حكم بالإعدام إلى حكم بالأعمال الشاقة، وكانت هذه العملية تمثيلية مدبرة من القيصر ، لكي يفقدهم عقولهم، ويظهر بالوقت ذاته مظهر الرحيم الغفور .. وقد فقد أحدهم عقله فعلاً بعد تخفيف الحكم.

شعر "دوستوفيسكى" بعد إستبدال القرار وكأن حياة جديدة وهبت له، وكأنه ولد من جديد، حتى رؤيته للفكر الإشتراكي وإمكانية التغيير بقوة اليد بعد أن خرج من السجن تغيرت وحدث تطور نوعي في فكره، رأى دوستويفسكي أن الإشتراكيون يريدون إعادة خلق الإنسان وتحريره وتصوره دون إله، وهم على قناعة بأن تغيير واقع الإنسان الاقتصادي هدف لا يمكن تحقيقه إلا بالقوة، هل يمكن الوصول إلى كل هذا بإستخدام السلاح، فيقول دوستوفيسكى: "إن المسألة بهذه الصورة مقامرة بالإنسانية كلها"

الأعمال الكاملة لـ مولانا فيودور دوستوفيسكى
http://goo.gl/ogtyCC



وحيد القرن



يوجين أونيسكو كاتب فرنسى ومسرحى عام 1952 كتب مسرحيته الشهيرة "وحيد القرن" المسرحية جوهرها هو وصف كيفية نمو جذور الفاشية والشمولية، وكيف يمكن أن تعيد الإيديولجيا تشكيل عقول الناس.

تجرى أحداث المسرحية فى مدينة فرنسية صغيرة ومغمورة يشاهد سكانها عدداً من حيوانات "وحيد القرن" تتجول في شوارع مدينتهم، تعطي انطباعاً لهم فى البداية أنها هاربة من حديقة حيوانات، لكن رويداً رويداً يتضح لهؤلاء الناس بأن حيوانات "وحيد القرن" ما هى إلا هم أنفسهم، يصاب الناس بـ وباء “وحيد القرن”، تنمو على رؤسهم قرون حيوان "وحيد القرن" وتصبح جلودهم كـ جلد حيوان وحيد القرن ليصبحوا قطيعاً من ذلك الحيوان ينشر الخراب والدمار في المدينة .. حتى أحد شخصيات المسرحية الذي بعد محاربته للوباء بكل قوة والذي وصف الوباء بالوحشي ينمو له “قرن” هو أيضاً ويستسلم لـ الوباء فى النهاية .. يتحول الجميع فى النهاية إلى حيوان “وحيد القرن” لكن من بين جميع سكان هذه المدينة، يصمد شخص واحد فقط اسمه "بيرانجيه" أمام الوباء يبقى صامداً ومصراً على أن يحتفظ بآدميته ويرفض أن يتحول إلى "وحيد قرن".

شخصية "بوتارد" كانت أكثر الشخصيات الملفتة للنظر فهو يظل بتفاخر بأنه شخص "تنويرى" يمتلك عقلية ممنهجة ذو منطق، وأنه يملك تفسيراً علمياً لمغزى العالم، ظل يقنع الناس بكل أنواع السبل والبراهين أن ظهور حيوانات "وحيد القرن" هى مجرد أوهام لـ الصحافيين، بل هو يظل مصراً على أن الوباء مجرد وهم، حتى حين يراه بأم عينيه يقول: "أنا لم أر شيئاً، هذا مجرد وهم"

هناك شخصية أخرى مثيرة وهى شخصية "جان" صديق "بيرانجيه" وهو المدافع المستميت لـ وباء "وحيد القرن" ولفكرة غريزة القطيع والتفكير الجمعى وأستنكاره لـ مبدأ أن البشر أفضل من وحيد القرن ودفاعه عن حق البشر في أن يتحولوا لـ وحيد القرن، وفى المسرحية يستفهم بيرانجيه من صديقه جان:"هل تلمح أننا يجب أن نستبدل قوانين الأخلاق بقوانين الغاب؟"، يجيبه جان:"نعم، علينا أن نبني حياتنا على أسس جديدة، علينا العودة إلى برائتنا البدائية"

فى نهاية المسرحية يتحول جميع سكان المدينة لـ مسوخ من حيوانات "وحيد القرن" .. تطفأ الأنوار، ويصرخ "بيرانجيه" بكلماته الأخيرة، يطلقها في فضاء العتمة قائلاً:“أنا آخر من تبقى، وسأبقى كذلك، لن استسلم” ..

أمثلة شخصيتا "جان" و"بوتارد" قد توغلوا فى مجتمعنا المصرى، وأصبح أغلب المصريين أو المهتمين بـ الشأن العام يرون أن التحول إلى “وحيد قرن” أفضل من المخاطرة وخسارة كل شيء بأسم الحرية .. هؤلاء الذين يا طالما أستهزأوا من قرون "الخرفان" لم يتحسسوا جباههم أبداً ليتأملوا ذلك القرن الذى نبت فى رؤسهم .. وأصبح "بيرانجيه" المصرى ما بين مطرقة الخرفان وسندان وحيد القرن.




الحب دوماً يأتى بأمراض غير الكوليرا



"تدوينة قديمة"



 اليوم الموافق 6 مارس .. عيد ميلاد والدتى، أمى مازالت تكدب -كأغلب النساء- بشأن سنها الحقيقى الذى توقف منذ سنيين عند الـ 42 عاماً، اليوم عندما قلت لها مازحاً :"ماما أنتى عندك 47 سنة يعنى قربتى تدخلى نادى الخمسين" ، شهقت وصاحت فى وجهى :"وبتقولها فى وشى يا قليل الأدب" .. الحقيقة عيد ميلاد أمى لا يهمنى كثيراً ولكنى دائما أتذكره لأنها ولدت فى نفس اليوم الذى ولد فيه مولانا العظيم ..

اليوم الموافق 6 مارس .. عيد ميلاد سيدنا ومولانا القديس جابرييل جارسيا ماركيز الـسابع والثمانون .. الأيقونة البهية التى علمتنا الحب حتى فى زمن الكوليرا .. الأيقونة التى علمتنا أنك وأنت فى العشرين يمكن أن تحب، وأنت فى الثمانيين يمكن أن تحب لأن هناك دائماً مناسبة لأشتعال البرق .. مولانا ماركيز الذى جلب لنا الحب كـ المطر عندما يأتى من السحاب وكـ النور عندما يأتى من السماء ..

منذ فترة كبيرة وفى ساعة نحس كتبت أننى حين أغدوا كبيراً سأزور قبرك
كم كنت ساذجاً حينها يا صديقى العزيز ..
كم كنت غبياً حين خط قلمى بهذه الكلمات ..
أقسم لك عزيزى ماركيز بكل ما هو مقدس وغير مقدس
أننى الآن أشتمنى وبـ بذأة .. لأننى كتبت هذا ..
لا تكفينى مائة عام من العزلة لأكفر عن هذه الخطيئة ..
ولأنك عشت لـ تروى فقد علمتنا يا عزيزى
أن الموت أقوى من الحب ..
وأنه فى لحظة ما لا أريدها أن تأتى سنفتقدك عندما ترحل عنا ..
لذلك أرسل لنفسى تلك الرسالة ... علك تعرف كم أحبك ..

أحبك ماركيز ... وكم أتمنى أن اتحسس راحتيك
وأقبلهما حتى أتطهر ..
أحبك ماركيز .. لأن الحب دوماً يأتى بأمراض غير الكوليرا ..

فولدر بـ أغلب أعمل الأيقونة العظيمة جابرييل جارسيا ماركيز "قدس الله روحه"

http://goo.gl/T6h7bf  




Salvador Allende & Pablo Neruda





أحبكِ حين تصُمتين كما لو أنكِ غائبة.
وتستمعين إليّ من بعيد
وصوتي لا يصل إليك.
كما لو أن عيناك تحلقان بعيداً
وأطبقتي شفتيك لأقبلكِ
"بابلو نيرودا"

*******

فى 11 سبتمبر 1973 الجنرال أوجوسطو بينوشيه يقود إنقلاب عسكرى ويتم قتل الرئيس سلفادور أليندى داخل القصر الرئاسى "المونيدا"، بعدها بـ ساعات تحدث سلسلة أعدامات ميدانية لـ بعض الفنانيين والمثقفين والسياسيين والموالين لـ الرئيس "أليندى"، أما الشاعر العظيم "بابلو نيرودا" الحائز على جائزة نوبل للآداب وقتها والذى كان سفيراً لحكومة الوحدة الشعبية فى باريس والمقرب من الرئيس المقتول، عندما أقتحم الجنود بيته، سألهم الشاعر ماذا يريدون؟! .. قالوا له :"جئنا نبحث عن السلاح في بيتك" فرد قائلا: "إن الشعر هو سلاحي الوحيد" .. ورغم عدم وجود أى أسلحة لم تسلم بيته من السرقة والنهب ولم تسلم مكتبته من الحرق هى وجميع كتبه فى حديقة منزله .. بعدها بـ 12 يوما يموت الشاعر العظيم من الإحباط وتكون أخر كلماته هي "لقد عادوا ليخونوا تشيلي مرة أخرى".

الصورة لـ الشاعر بابلو نيرودا وسلفادور أليندى .. واحد قتله الإنقلاب والأخر قتله الأحباط ..

 
الأعمال الشعرية الكاملة لـ نيرودا : http://goo.gl/4hNlOF