الصفحات

13‏/04‏/2014

رسالة أجنس فون كورفسكى لـ إرنست هيمنجواى.


أرنست هيمنجواى .. أشهر روائى أمريكى على مر التاريخ.
لما دخلت الولايات المتحدة الأمريكية الحرب سنة 1917، كانت أمنية هيمنجواي الوحيدة أنه يشارك في الحرب، لكن خلال الفحص الطبي تم رفض طلبه للالتحاق بالجيش بسبب مشكلة في عينيه، لكنه تطوع مع الصليب الأحمر ليعمل سائق لعربة إسعاف على حدود إيطاليا، فى مدينة ميلان أنفجرت قنبلة بجوار هيمنجواى وأصيب بجروح خطيرة أقعدته فترة كبيرة في المستشفى ... فى المستشفى أتعرف على "آجنس فون كوروفسكى" كانت بتشتغل ممرضة مع الصليب الأحمر، كانت حبه الأول رغم أنه كان عنده وقتها 18 سنة وهى عندها 26 سنة، لكنه حبها وأراد أنه يتزوجها، لكنها رفضت لأنه أصغر منها، لكنه مفقدش الأمل وظل يراسلها ويكاتبها لغاية لما قررت أنها تبعتله رسالة أنها هتتزوج من شخص أخر، ساعتها شعر بان سكينة أخترقت صدره ودارت فى قلبه مرتين، هيمنجواى رغم أنه تزوج أربع مرات لكنه لم ينسى أبداً "آجنس فون كوروفسكى" بل وخلدها بشخصية "كاثرين باركلي" الشخصية النسائية الرئيسية في روايته "وداعا للسلاح"، أعتقد أن آلم فراق "أجنس فون" هو من بلور شخصية هيمنجواى الكاتب والروائى وصائد النمور والوحوش والبحار صائد الأسماك والمراسل الصحفى فى ساحات الحرب الحقيقية، وكانت المحصلة النهائية أكثر من مائتين وخمسين جرح وكسر في الوجه والعيون وعظام الجمجمة والظهر والساق والعمود الفقري، وكانت جراحه شاهد علي أنه واجه الموت في كل لحظة .. فى 2 يوليو 1961 قام هيمنجواى من النوم وأحضر البندقية التى أهداها له أبوه وهو صغير، وضع نهايتها فى فمه واطلق النار وأنهى حياته.

ودى رسالة "آجنس فون كوروفسكى" الأخيرة:
" أكتب لك هذه الرسالة في وقت متأخر من الليل، بعد تفكير طويل. وأخشى أنها ستكون جارحة، لكنني متأكّدة من أن جرحها لن يدوم للأبد.

كنتُ أحاول قبل رحيلك أن أقنع نفسي أن علاقتنا كانت علاقة حب ناجحة. لكننا لم نتوقف عن الجدال. أختلافنا كان واضح ومستمراً، حتى أستسلمت وقررت إنهاء كل شيء كي أمنعك من إرتكاب أي فعل يائس.
والآن، وبعد أشهر من تركي لك، أعلم أنني مازلت مولعة بك، لكنه أشبه بولع الأم أكثر من ولع الحبيبة. لا بأس إن قلت عني بأني طفلة. ولكنني لست كذلك، أنا أفقد عمري الذي يقربني منك وأبتعد شيئًا فشيئًا.
لذلك، أيها الصبي (مازلت مجرد صبي بالنسبة لي وستظل دائمًا كذلك) هل بإمكانك أن تغفر لي أني خدعتك دون قصد؟ أنت تعلم أنني لست سيئة، ولا أقصد إيذاءك. لكني أدركت أنني المخطئة منذ بداية الأمر. أنا من سمحت لك أن تهتم بي، أنا نادمة من كل قلبي على فعلتي. لكني سأظل دائماً كبيرة جداً عليك، وهذه هي الحقيقة، ولا أستطيع الهرب من حقيقة كونك مجرد صبي، مجرد طفل. أشعر بطريقة غريبة أنني سأملك سبباً في المستقبل يجعلني فخورة بك. فتاي العزيز، لا أستطيع الانتظار حتى يأتي ذلك اليوم.
حاولت جاهدة أن أجعلك تفهم ما كنت أفكر فيه خلال تلك الرحلة من بادوفا إلى ميلان، لكنك تصرفت كطفل مدلّل، ولم أستطع الإستمرار في إيلامك. الآن حصلت على الجرأة الكافية لفعل ذلك فقط لأنني بعيدة عنك.
ثم -وصدقني عندما أخبرك أن هذا مفاجئ بالنسبة لي أيضاً- سوف أتزوج قريباً يا إرني، وأتمنى وأدعو أن تكون في وقت ما من حياتك قادراً على المغفرة، لتبدأ حياة جديدة وتنجز أعمالاً عظيمة تظهر أي نوع من الرجال أنت.
إعجابي، واعتزازي للأبد.
المعجبة والمحبة
صديقتك
"أجي"

مش هكدب عليكم لو قولتلكم أنى حاسس بدموع "آجنس" وسامع همهمة بكائها وهى بتكتب الرسالة دى ... رحم الله آجنس فون وأرنيست هيمنجواى، ورضى الله عن أهل المحبة .. وعن من مال ميلهم .. وعن من نحى نحوهم .. وعن من وطأت قدمه موضع أقدامهم.
 
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق