الصفحات

22‏/10‏/2013

ميكى كوهين



مكتوب على شاهد قبر مولانا جلال الدين الرومى:
يا من تبحث عن مرقدنا بعد شد الرحال ..
قبرنا يا هذا فى صدور العارفين من الرجال ..



Miki Cohen رجل يهودى أسرائيلى، 60 عاما، مولود فى بلدة قريبة من تل أبيب، لعائلة من الطبقة المتوسطة، شارك فى حرب أكتوبر كان جندى مسعف فى الجيش الإسرائيلى، وذات ليلة شتوية يقوم مولانا "ميكى كوهين" ليتسائل عن ماهية وجوده والجدوى من تلك الحياة التعيسة التى لا يوجد بها الحب الا نادراً، يفكر فى كيفية الوصول لـ السلام النفسى والراحة الروحانية، يحاول الدخول فى الروحانية اليهودية ويفشل، يمضى عامين فى معبد هندوسى بـ تل أبيب ويفشل، يسافر فى رحلة للولايات المتحدة يتعلم فيها الكونج فو ويدرس الفلسفة وعلم النفس ثم يعود لـ موطنه، ظل سنوات يبحث عن السلام النفسى والهدوء الروحى حتى وجد بالصدفة كتاب لـ مولانا "جلال الدين الرومى" تعمق فى صوفية جلال الدين الرومى وبساطة حياة المسلمين المتصوفة وتعمق فى طريقة المولوية "الرقص الدائرى" .. ومع ازدياد انبهار ميكى كوهين بتعاليم الرومي بدأ ينسى مظاهر الحياة اليومية، وأغلالها التى تلتف حول عنق الإنسان، ميكى تحرر من كل شىء، فانفصل عن زوجته وترك وظيفته، وبدأ بالترحال. وقرر في عام 2005 الذهاب الى مدينة قونية التركية لزيارة قبر مولانا الرومي، وفي طريقه إلى تركيا إلتقى بالصدفة بأتباع أخرين للطريقة المولوية الصوفية الذين دعوه إلى قضاء أسبوع معهم لتعلم الرقص الدائري .. والتعمق فى طريقتهم


"نفسى، أيها النور المشرق، لا تَنأى عنى لا تنأى عنى
حبى، أيها المشهد المتألق، لا تنأى عنى لا تنأى عنى
انظر إلى العمامة أحكمتها فوق رأسى
بل انظر إلى زنار زرادشت حول خصرى
أحمل الزنار، وأحمل المخلاة
لا بل أحمل النور، فلا تنأى عنى، لا تَنأى عنى
مسلم أنا، ولكنى نصرانى وبرهمى وزرادشتى
توكلت عليك أيها الحق الأعلى، فلا تنأى عنى لا تنأى عنى
ليس لى سوى معبد واحد، مسجداً كان أو كنيسة أو بيت أصنام
ووجهك الكريم فيه غاية نعمتى، فلا تَنأى عنى لا تَنأى عنى"



ميكى كوهين ذلك اليهودى الإسرائيلى يتلقى دعوة للدخول في قلب العالم الإسلامي .. شىء يجعلك تتعجب، ميكى كوهين نفسه بيصف هذه الدعوة بأنها كانت سبب أنه يجد السلام الداخلي الذي كان يبحث عنه لسنوات طويلة هناك وسط الأنشاد والرقص الدائري الصوفي، ورغم الحاجز اللغوي بين ميكى وبين المتصوفة، ورغم الشك والريبة من قبل الاخرين, فأن تفاني ميكى كوهين ساعده على أن يتم قبوله كرجل من أهل الطريقة المولوية، ميكى كوهين لم يشهر اسلامه، ولا يريد أن يشهر إسلامه .. فهو قد أهتدى للروح النورانية التى لا تجعله يفكر فى آديان أو ملل .. ميكى كوهين من وقت لـ أخر يذهب لـ تركيا لزيارة اصدقائه المتصوفة واخوته فى الطريقة المولوية.


ميكى كوهين اليوم في "كرفان" موجود في منطقة معزولة عند تلة صخرية شمال غرب اسرائيل، وكل يوم مع بدء شروق الشمس يدور ميكى كوهين ببطء في رقص دائري تأملي مشهورة به الطريقة المولوية الصوفية، ويسرع كوهين الرقص توافقا مع إيقاع الموسيقى الصوفية الصادرة من هاتفه

ميكى كوهين بيقول: "لا أستطيع ان اصف فرحة قطع الاتصال بكل شيء، كل مكونات حياتي اليومية تتداخل وللحظة هناك شعور عميق بالتناغم وبالنسبة الي هذا هو السحر"

"ولقد شهدت جماله فى ذاتى
لما صفت وتصقلت مرآتى
وتزينت بجماله وجلاله
وكماله ووصاله خلواتى
أنواره قد أوقدت مصباحى
فتلألأت من ضوئه مشكاتى"

مجموعة صور لـ ميكى كوهين ..
http://www.gettyimages.co.uk/detail/news-photo/miki-cohen-a-jewish-israeli-man-who-is-a-follower-of-islams-news-photo/150907356
 
 
 
 

هناك تعليق واحد: