الصفحات

13‏/04‏/2014

قصص قصيرة ضائعة ..


"سرقة قلب"

تلك الحالة التى تصحو فيها من النوم مفزوعاً لأنك كنت على وشك السقوط من مكان مرتفع حدثت لى من بضع أيام .. صحوت مفزوعاً بأنفاس لاهثة، فوضعت يدى على صدرى كى أهدأ قليلا، كان صدرى بلا نبض وما أن تحسست صدرى حتى وجدت جرحاً غائراً فوق قلبى مباشرة، كان الجرح غائراً وكأن أحدهم قد شق صدرى وسرق قلبى .. يا الله لقد سُرق قلبى .. نهضت من سريرى مفزوعاً للمرة الثانية لأبحث عن قلبى المسروق، وما أن أضأت نور غرفتى حتى وقعت عينى على ذلك المخلوق الذى يشبهنى إلى حد كبير ولكنه أشعث الشعر وذو تكوين جسدى مخيف، كان جالساً على الأرض ممسكاً بقطعة دماء متجلطة واضح أنها منزوعة حديثاً من جسد أحدهما وكان يأكل منها ... لقد أستوعبت أخيراً أن هذا الذى فى يده ما هو إلا قلبى، لو كان لى قلباً فى هذه اللحظة لتوقف عن النبض ... وجدتنى أسأله سؤال غريب:"ما طعمه" ... ليرد عليا بصوت مفزع :"طعمه مر يا صديقى ... أكثر مرارة مما كنت تتخيل" ...لم أشعر بنفسى إلا وأنا أصحو مفزوعاً للمرة الثالثة، حينها وضعت يدى على صدرى أبحث عن ذلك الجرح .. ولكن قلبى كان فى مكانه ينبض بقوة.


*****************************

"ذكرى ضائعة"

بورسعيد .. التاسعة ليلاً .. عند بداية شارع "أوجينى" توادعنا، بعد عناقاً قامت به أصابعنا بدلاً من أجسادنا، عبرت هى للرصيف المقابل ثم أستدارت للخلف وأبتسمت ثم لوحت لى بأصابعها لتودعنى ثم غابت وسط الزحام، أخر ما رأيته منها هى تلك الدوائر المتداخلة المرسومة على حجابها الملتف حول رأسها، كان بيننا نهر من السيارات والكثير من الناس المتجهون لـ الرصيف المطل على المجرى الملاحى لقناة السويس، حيث كانت تقف فى نهايته سفينة سياحية ضخمة وجميلة كتبوا علي واجهتها أسمها بالأنجليزية "عايدة".
خلف ذلك الوداع كان أنفصال لا نهائى ... لم نرى بعض مرة أخرى، وبعد سنة وثلاثة أشهر تزوجت، الأن تداهمنى تلك الذكرى بالذات دوناً عن باقى الذكريات التى كانت حصيلة خمس سنوات من الحب، أظن أن هذه الذكرى كانت زائفة وغير حقيقية، لم تكن موجودة من الأصل، وأنها مجرد ذكرى كاذبة نسجها خيالى الخصب ليشبع منها رغبته فى الحنين للماضى.
بالأمس جلست أفكر فى هذه الذكرى بتأنى، هل هى حدثت فعلاً أم أنها مجرد خيالات مريضة، وإن كانت حقيقة فـ كيف كان لنا أن نودع بعض؟!، أن الأرواح خالدة حتى وأن فنيت الأجساد، فكيف لأشياء خالدة أن تودع بعضها ؟؟ كيف نقول اليوم وداعاً رغم يقيننا بأننا سوف نرى بعضنا البعض غداً ... أذا كانت الأرواح لا تموت فأذن يجب ألا نودع بعضنا.
فى وقت ما وذات يوم سنتواصل ثانيةً، لا أعرف فى أى شارع أو أى ساعة، هل سنكون على نفس الرصيف أم الرصيف المقابل؟ لا أعرف ... ولكنى أعرف أنى حينها سوف أسألها هل هذه الذكرى حقيقية وهل حقاً ألتقينا فى ذلك اليوم؟ أم أن لقائنا فى تلك المدينة الضائعة بجانب البحر كان من نسج الخيال.



*****************************  

"الـشكسبيرى الملعون"

أنه لا أحد .. وجهه لا يشبه أحد، صوته لا يشبه احد، حتى قلبه لم يكن يشبه أحد، وروحه كانت خاوية كـ أكمام قميص جندى بتروا له يديه فى معركة ما كان له أن يدخلها قط، أنه ذلك الثلاثينى الأعزب الكاره لـ وظيفته وكل من حوله، لم يكن يكفيه مرتبه الضئيل فـ كيف كان له أن يتزوج وأن يتاح له أن يمارس غريزة تمارسها حتى الحيوانات ؟؟، أن حقده قد أستولى عليه فصار يحقد حتى على الحيوانات الأليفة، فى يوماً وهو ذاهب لعمله رأى ذلك القط الضخم وهو يضاجع تلك القطة المسكينة التى ظلت تتأوه، أى لعنة تلك التى تجعله يتيقن بأنه مخلوق أقل من هذه الحيوانات، لم يكن مؤمناً بأى شىء على الأطلاق وأن تكلم كانت كلماته عبارة عن شتائم وبذاءات يرسلها للعالم من حوله، لم يكن لديه أصدقاء، وكان يعانى من هذا الفراغ القاتل، فكر يوماً بأنه قد يجد ضالته فى الكتب، فأنكب يقرأ كل ما تقع عليه يديه حتى أصبح كـ العجوز "دون كيخوته" الذى يعيش فى الماضى، مستغرقاً فى قراءة الكتب القديمة، حتى تستبد به الرغبة فى أن يكون فارساً بعد أنقضاء زمن الفرسان فيرتدى الدرع، ويمسك السيف ثم يتخيل أن طواحين الهواء جيوش الأعداء، فيهجم عليهم ليهزمهم ... ولأنه لا أحد فقد كان يجد نفسه لا أرادياً متقمصاً شخصية ما .. ولكن مع نهاية كل كتاب كان يجد نفسه لا أحد مرة أخرى، فكان الحل تقمص أبطال أخرين والبحث عن حكايات مأساوية أخرى.
كانت تسكنه تارة روح "يوليوس قيصر" الذى لم يهتم لتحذير العراف، وتارة كانت تسكنه روح "هاملت" وهو ممسكاً بجمجمة مهرج البلاط الملكى يناجيها في المونولوج الجنائزي الشهير حول الموت، وتارة يجد نفسه "ماكبث" الذى يتحدث مع الساحرات اللواتى تنبأوا له بما سيكون عليه مستقبله ... ومن شخصية إلى أخرى ظل عشرون عاماً متشبثاً بتلك الهلوسة المسيطرة عليه ... ولكنه فى ذات ليلة أستولى عليه الآسى والرعب من كونه عدة ملوك يموتون بـ السيف وعدة عشاق معذبون يموتون عشقاً، لدرجة أنه مات رعباً على سريره.
ولأنه لا أحد ولا يعرف أحد فلم يفتقده أحد، وظل ميتاً على سريره غارق فى تقمص دوره الأخير .. وقفت الملائكة على رأسه وتهامست، هذا الذى لم يكن مؤمناً بـ شىء، هذا الذى كان بذيئاً ويشتم كثيراً، هذا الذى مات خوفاً ورعباً، هذا الذى كان غاضباً جداً .. ثم نادت عليه الملائكة: "أنهض أيها الملعون المحظوظ، فلا يوجد مكان لك فى الجحيم، أنه محجوز لهؤلاء الذين كانوا أنفسهم، أما أنت الذى كنت لا أحد فـ يمكنك أن تذهب للجنة، سنفتقد شتائمك حقاً"



***************************** 

"تكرار أبدى للأحداث نفسها"

بعد أن خُطبت حبيبته لـ شخص أخر يشعر بأن روحه قد حُبست فى حبة بندق، وأن صدره قد ضاق على قلبه لدرجة أنه سوف يسحقه، أنه يشعر بأن الدنيا قد أظلمت فى وجهه، وأنه ما عاد قادراً على التنفس حتى، أن النفس الذى يدخل صدره يخرج فاسداً من شدة العطب بداخله، بعد حين يغرق فى الأكتئاب والحزن، لم يعد يستهويه طعام، واللقيمات البسيطة التى يأكلها مرغماً هى ما تجعله يظل قادراً على الوقوف على قدميه، لقد كان يحلم بأن يحمل حبيبته بين ذراعيه والآن لا يستطيع حتى أن يحمل نفسه ... لقد صار هيكلاً مكسو بـ الجلد البشرى، وشعر رأسه بدأ يتساقط وبدأت الآلام تدب فى جسده الواهن .. يفكر بشدة فى الأنتحار ويعقد العزم على ذلك، ولكن بأى طريقة سوف ينتحر؟ أنه يخاف من الغرق بشدة لذلك أستبعد فكرة أن يلقى بنفسه فى نهر النيل، ويستبعد أيضاً فكرة ألقاء نفسه من نافذة غرفته أذ أنه مصاب برهاب الأماكن المرتفعة، تسيطر عليه فكرة الأنتحار بواسطة أبتلاع كمية كبيرة من أقراص المسكنات. ولكنه فى النهاية يستسلم للواقع ويقبل دعوة أحد أصدقائه القدامى للعمل فى الخليج.
بعد سنوات من النسيان والعمل وأدخار الأموال تخبره أمه أنها وجدت له "بنت الحلال"، أن ظروف الغربة لا تُتيح له أن يختار بنفسه زوجة له لذلك يوافق على قرار والدته، ومع أول أجازة له يذهب مع أهله لخطوبة من وقع عليها الأختيار، تتم الخطوبة سريعاً مُخلفة ورائها حبيباً قلبه قد أنفطر على حبيبة ستتزوج من غيره .. يغرق هو الأخر فى الأكتئاب والتفكير فى الأنتحار .. وسيظل على هذا الوضع حتى تأتيه دعوة صديق للعمل فى الخليج.

لقد قالها "فريدريك نيتشه" فى ذات يوم :"أنه تكرار أبدى للأحداث نفسها".
 


***************************** 


من سخرية القدر فى مدينتنا الصغيرة "بورسعيد" التى كانت يوماً ما جزيرة وأصبحت بعد جهود شبه جزيرة يحدها البحر من كل جانب أن مقابر الموتى تقع مباشرة أمام البحر فى أجمل مكان فى بورسعيد بجوار القرى السياحية، لدرجة تجعلك تظن أن موتانا فى هذه المدينة يكون مستقرهم الأخير أفضل مما كانوا يتوقعونه طوال حياتهم .. لذلك وأنت هنا فى مدينتنا عندما تذهب للمقابر لـ دفن أحداً ما سـتستنشق رائحة البحر وعينك ستجمع الملح ... حينها لا تسأل من أين تأتى كل هذه الدموع ..

***************************** 


كان معتاداً أن يمشى مجاوراً الرصيف وعيناه فى الأرض، من يراه لـ أول وهلة يعتقد بأنه يبحث عن شيئاً ما بـ الأسفل، ولكنها لم تكن سوى عادته الخجولة وهو يمشى، فى بعض الأوقات كان يرى صورته في الماء المتجمع فى الشوراع على هيئة برك صغيرة، كان حينها يشعر بـ البهجة لأنه وجد الآخر الذى يشبهه ولكنها بهجة سرعان ما تتلاشى لأنه كان يجده يغرق، مازال يبحث عن ذلك الآخر موقناً بأنه سوف يجده فى يوماً ما، كان واحداً ممن يؤمنون بأن روحاً واحدة تولد فى السماء يمكنها أحياناً أن تنقسم إلى روحين ثم تنطلق كـ الشهب التى تسقط على الأرض فوق المحيطات والقارات حيث قواهم المغناطيسية توحدهم فى النهاية وتجعلهم روحاً واحدة.

ولكى تستمتع الآلهة وتبتسم كان يروق لها فى ذلك اليوم أن تجعل أصابعه تلامس أصابع فتاة مرت بجواره وأمتزج ظلها فى ظله، فتاة جميلة ستكون يوماً ما هى الآخر الذى يبحث عنه، جميلة لدرجة تُغنيها عن رسم عينها بـ كحل Channel أو أن تجعل رموشها كثيفة وطويلة بـ ماسكارا Dior أو أن تُطلى خدودها بـ بلاشر D&G أو أن تجعل شفتيها تحت رعاية Burberry ، فتاة مثقفة مهتمة بالأدب والموسيقى والفن، متحررة وشغوفة بالتجارب والمغامرات، وأسمها غنى وكثيف وممتلىء ومفعم بـ الحياة، ستتلامس أصابعهم ولن يلتفت احداً منهم على الأخر، ستتوقف "هى" أمام مكتبة تائهة بين عناوين الكتب، وسوف تشترى كتاباً كُتب أسفله "الطبعة العشرون" سوف تتسائل فيما بعد عن كل هؤلاء الحمقى الذين أستهلكوا كل هذه النسخ، وستتمنى بأنها لو كانت تبرعت بـ الثلاثون جنيهاً للطفل بائع الزهور عند الإشارة ... أما "هو" فـ سيظل ماشياً وسيبحث عن بئراً يقف بجواره كـ "يوسف" لـ يلتقطه بعض السيارة، خوفاً من ان يأكله الذئب .. ذئب الوحدة.

ستضحك الآلهة مع ملائكة الحب الزرقاء لأنهم يعلموا جيداً أنه فى يوماً ما سيكون حبهما كـ صلاة تامة، كـ شجرة سنديان سوف تبدأ بـ بذرة وستظل تنمو لـ آلاف السنيين حتى بعد رحيل من زرعوا تلك البذرة .. ستضحك الآلهة والملائكة على البشر الحمقى الذين لا يعرفون بأن أعظم الأتصال ... هو أمتزاج الظلال بـ الظلال.

  

*****************************



 لم يكن يتمنى أن يقع فى الحب مجدداً، ولكنه وقع رغماً عنه. كـ النور المشرق جذبته كما تجذب النار المتوهجة الفراشة التى ترتمى فى أحضان النار طواعية. أخرجته من الظلام ورفعته من على الأرض، وأعادته للحياة.

لم يلتقى بها سوى ثلاثة مرات فى ثلاثة أيام متتالية، كانت فيهم ناعمة، صغيرة، شفافة، وبها رائحة الورد والفاكهة، اليوم الأول كان "المفاجأة" كانت قد خطفت روحه، اليوم الثانى كان "اليقين العظيم" حينها أيقن أنه وقع فى حبها، اليوم الثالث كان "الندم" لأنه لم يلتقى بها من قبل، بعد ثلاثة أيام كان ثملاً وممتلىء بها، كان غارقاً فى حب أسمها الباعث للسكينة فى الروح، فـ راح يُمطرها بوابل من الرسائل الصامتة تماماً كما يفعل القمر، كانت كل رغبته بأن يلقى رأسه فوق ركبتيها للأبد.

كتب فى مذكرته:
"ما هذا الحب الذى يجمعنا ؟! .. جاء من المجهول
كالمطر من السحاب، وكالنور من السماء، جاء منك ..
حبى .. نورى .. أملى ..
أن أحببتنى .. فلن يتبقى شىء أريده .."
ثم ختم كلماته بـ جملة:
"كل الأشياء تصبح أوضح حين تفسر ، غير أن هذا العشق يكون أوضح حين لا تكون له أي تفسيرات"

قرر فى النهاية أن يلتقيها مرة رابعة ليُعطيها مذكرته من أجل أن تحتفظ بها، وهى أجزل هبة يمكن أن يُهديها شخص منعزل مثله ..


 ***************************** 


على فكرة أنا أقل حاجة ممكن تبسطنى، وأسهل حاجة أنك تفرحنى، وممكن بكلمة بسيطة تخلينى أضحك وأقع على قفايا من الضحك ، وبرضه سهل جداً أنك تضحك عليا وتاكل بـ قلبى حلاوة سواء بكلمة أو بضحكة أو حتى أبتسامة بسيطة مش مبين فيها سنانك، بس ساعتها هيكفينى أنى أشوف غمازات خدودك، وعنيك وهى بتضيق غصب عنك وأنتا بتبتسم، ساعتها هسأل نفسى هى عينك بتقفل لا أرادياً وغصب عنك فعلاً ولا أنتا بتكون قاصد تغمزلى؟؟ .. مهو أصل أنا هبقى بتلكك على غمزة منك أترجمها لـ مليون حاجة فى دماغى، وأفهم منها مليون رسالة برضه فى دماغى، سامحنى أنى بحمل غمزتك ليا فوق طاقتها .. وأحتمال كبير متكونش غمزة أصلاً .. بس أنا هتخيلها غمزة وهضحك على نفسى وهثول أنك كنت قاصد تغمزلى.

بص .. كلمة منك أو أبتسامة أو حتى ضحكة أو مكالمة تلفون أو حتى مسج صغير ولا حتى رنة كل الحاجات دى هكون محتاج أكتر منها، مهو أصل أنا طماع. مش انا لوحدى اللى طماع، كل الناس طماعة، هقنع نفسى أن الطمع دا غريزة أساسية عن البشر وهطلب منك صورة تبعتيهالى أفتحها كل ما الدنيا تكركب فوق دماغى علشان أتأمل فيها وأعرف أن الدنيا فيها حاجات حلوة كتير أو أطلب منك حضن أو بوسة، واحدة على خدى وواحدة على جبينى، وهقولك أحضن وخبط على ضهرى جامد .. مهو أصل أنا هفضل أناديك وهبعتلك رسايل صامتة تقولك تعالى يا عم قلبى أهو مفتوحلك خش براحتك وعلى أقل من مهلك، هبعتلك الرسايل دى صامتة عشان أنتا عارف أنى هكون مكسوف أقولهالك عينى عينك كدا، بس انا عارف أنى لما ألمحلك بـ قلبى هتكون فاهم الأشارة، حتى لو مفهمتش هحاول أقنع نفسى بكدا، وهتخيل اليوم اللى هتيجى فيه من غير رسالة صامتة ولا عزومة ولا منادية لأنى ساعتها هفرح بيك أوى، لدرجة أنى هفرشلك قلبى أأأأأأأأأ .. مش عارف .. ألا صحيح هما بيفرشوا القلب أيه ؟؟
أصل أنا مش متخيل أن فى حد ممكن يفرش قلبه ورد أو ياسمين ولا حتى رمل أصفر .. التفكير فى حكاية هفرشلك قلبى أيه سخيفة أوى دلوقت ..
بص أنتا تيجى ونخليها بـ ظروفها ..

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق